تنزيه الأنبياء - الشريف المرتضى - الصفحة ١٣٩
بينهم) إلى قوله: ﴿وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما﴾ (١) وقال الأعشى في معنى الاختصار والحذف:
وكأن السموط علقها السلك * بعطفي جيداء أم غزال ولو أتي بالشرح لقال علقها السلك منها.
وقال كعب بن زهير:
زالوا فما زال انعكاس ولا كشف * عند اللقاء ولا ميل معازيل وإنما أراد فما زال منهم انعكاس ولا كشف وشواهد هذا المعنى كثيرة.
تنزيه سليمان عن الشح وعدم القناعة:
(مسألة): فإن قيل فما معنى قول سليمان عليه السلام: ﴿رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب﴾ (2) أوليس ظاهر هذا القول منه (ع) يقتضي الشح والظن والمنافة لأنه لم يقنع بمسألة الملك حتى أضاف إلى ذلك أن يمنع غيره منه؟.
(الجواب) قلنا: قد ثبت أن الأنبياء عليهم السلام لا يسألون إلا ما يؤذن لهم في مسألته، لا سيما إذا كانت المسألة ظاهرة يعرفها قومهم. وجايز أن يكون الله تعالى أعلم سليمان (ع) أنه إن سأل ملكا لا يكون لغيره كان أصلح له في الدين والاستكثار من الطاعات، وأعلمه أن غيره لو سأل ذلك لم يجب إليه من حيث لا صلاح له فيه. ولو أن أحدنا صرح في دعائه بهذا الشرط حتى يقول اللهم اجعلني أيسر أهل زماني وارزقني مالا يساويني فيه غيري إذا علمت أن ذلك أصلح لي وأنه أدعى إلى ما تريده مني، لكان هذا

(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست