المصابيح في إثبات الإمامة - حميد الدين الكرماني - الصفحة ٨٩
التي هي بالذهب أشبه من غيرها (مما هو (1) من جنسها) من المعدنيات التي هي الحديد، والنحاس، والأنك، والقلعي، والزيبق، للمعاني التي جمعتها، وهي في الأخرى ليست كما هي في الفضة صفاء من الجوهر، والبقاء على تصرم الأزمان، والصبر على النار، واللين، والانطراق، والعز، وكثيرة الثمن، وهي بهذه المعاني بأن يسد مسد الذهب بعد عدمه أولى من غيرها.
ومثل كل نوع من النبات في مصير بعضها بما جمعه وما هو من جنسه من المعاني والصفات بأن يسد مسده أولى من غيره، كالشعير الذي هو بالحنطة أشبه وإليهما أقرب من غيره من الحبوب المغذية.
وهو بأن يسد مسد الحنطة بعد عدمها أولى من غيره من الحبوب، ومثل الأدوية التي يجمع بعضها (2) وما هو من جنسها قوي إذا عدم دواء سد مسده دواء آخر ما يقاربه في فعله، وهو أن يسد مسده أولى من غيره، كالعفص في القبض، والعقل إذا عدم كان البلوط أولى بأن يسد مسده من غيره لما يجمعه وإياه من القوة في القبض، وكذلك قشور الرمان وأقماعه، وكان النبي (ص) بإرقاء الله تعالى، وإياه إلى درجة النبوة جامعا للخصال، ومعان منها: الوحي، والنص من الله، والطهارة، والعفة والورع، والشجاعة والسخاء، والصدق والزهد، والعدل والرحمة، والايمان والعلم، وغير ذلك.
ولم يكن بعد النبي (ص) من كان يجمعه وإياه من هذه الصفات ما يجمعه غير علي بن أبي طالب عليه السلام كما صورناه بالجداول على نهج الحساب بالعريضة آخر هذا البرهان ليعاين، كان علي بن

(1) سقطت في (ع).
(2) في (ش) عدمها.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست