علي بن أبي طالب المعطي للزكاة في حال ركوعه، وكان الولي في اللغة هو القيم بأمور من هو وليه، والموالي لم يواليه وينصره جميعا، وبطل أن المراد به الموالاة، لاستحالة ورود الآية على ما هي عليه من صيغة الحصر والقطع بأن يكون للأمة ولي غير الله ورسوله وعلي في معنى الموالاة. مع قول الله تعالى: * (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) * (1) ثبت أنه نص من الله تعالى على علي (ع. م) بأنه القيم بأمور الأمة.
البرهان الرابع: لما قال الله تعالى: * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * (2) وكان ذلك ولاية ولاها الله إياه من المؤمنين بأن يأمرهم وينهاهم، وأخذ النبي (ص) من المؤمنين بغدير خم إقرارهم حين قال: (ألست أولى بكم من أنفسكم) بجوابهم له بلى ثلاثا. ووصل كلامه عقب أخذ هذا الاقرار منهم بقوله: (فمن كنت مولاه فعلي مولاه) وكان معنى ذلك راجعا إلى ما أخذ قرارهم به مما ولاه (3) الله إياه منهم من الأمر والنهي فيهم، وطاعتهم له من دون ما توجبه اللغة من المعاني الاخر التي تتضمن هذه اللفظة (4) التي توجب أن يكون معناها، فمن كنت معتقه (5) أو ابن عمه، أو أعاقبه أو جاره، لاستحالة جميع هذه المعاني في قوله مع ما أردفه فيه من قوله:
(فعلي مولاه).
والذي وجب أن يكون معناه: فمن كنت معتقه (6) أو ابن عمه،