سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٣ - الصفحة ٣٠٣
وهي أم عبد الله بن صفوان وخرج عمرو بن العاص بريطة بنت منبه ابن الحجاج وهي أم عبد الله بن عمرو وكانت هند بنت عتبة كلما مرت بوحشي أو مر بها قالت أبا دسمة أشف واشتف وكان وحشي يكنى بأبي دسمة فأقبلوا حتى نزلوا ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مما يلي المدينة فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قد نزلوا حيث نزلوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين اني قد رأيت بقرا ورأيت في ذباب سيفي ثلما ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة وتأولتها المدينة فان رأيتم أن تقيموا وتدعوهم حيث قد نزلوا فان أقاموا أقاموا بشر مقام وان دخلوا علينا قاتلناهم فيها ونزلت قريش منزلها بأحد يوم الأربعاء فأقاموا بها ذلك اليوم ويوم الخميس ويوم الجمعة وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الجمعة فأصبح بالشعب من أحد فالتقوا يوم السبت في النصف من شوال سنة ثلاث وكان رأي عبد الله بن أبي سلول مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى رأيه في ذلك ألا يخرج إليهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الخروج من المدينة فقال رجال من المسلمين ممن أكرمهم الله بالشهادة يوم أحد وغيرهم ممن كان فاتته بدر وحضروه يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنا عنهم ارضخنا قال عبد الله بن أبي بن سلول يا رسول أقم بالمدينة فان أقاموا أقاموا بشر محبس وان رجعوا رجعوا خائبين كما جاؤوا وان دخلوها قاتلهم الرجال في وجوههم ورماهم الصبيان والنساء بالحجارة من فوقهم فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حب لقاء الله حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس لامته وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار يقال له مالك بن عمرو أحد بني النجار فصلى عليه رسول الله ثم خرج وقد ندم الناس وقالوا استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله استكرهناك اقعد ولم
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»