سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٣ - الصفحة ٢٩٩
مولى ابن عباس عن ابن عباس قال مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم ثم رجع إلى بيته في ليلة مقمرة فانتهوا إلى حصنه فهتف به أبو نائلة وكان ابن الأشرف حديث عهد بعرس فوثب في ملحفته فأخذت امرأته بناحيتها وقالت انك رجل محارب وان صاحب الحرب لا ينزل في مثل هذه الساعة قال أبو نائلة لو وجدني نائما ما أيقظني قالت فوالله اني لأعرف في صوته الشر قال أبو شعيب حدثني التوزي أبو محمد قال قال الأصمعي ما تكلم بهذه الكلمة لو وجدني نائما ما أيقظني أحد في جاهلية ولا اسلام الا قتل قال يقول لها لو يدعى الفتى لطعنة لأجاب قال فنزل فتحدث معه ساعة وتحدثوا معه ثم قال هل لك يا بن الأشرف أن نتماشى إلى شعب العجوز فنتحدث بقية ليلتنا هذه قال إن شئتم فخرجوا يتماشون ساعة ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ثم شم يده ثم قال ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها فأخذ بفري رأسه ثم قال اضربوا عدو الله فضربوه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا قال محمد بن سلمة فذكرت مغولا في سيفي حين رأيت أسيافنا لم تغن شيئا فأخذته وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن الا أوقدت عليه النار فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته فوقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ فجرح في رأسه أو في رجله أصابه بعض أسيافنا قال فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد ثم على بني قريظة ثم على بعاث حتى أسندنا في حرة العريض وقد أبطأ عنا صاحبنا الحارث بن أوس ونزفه الدم فوقفنا له ساعة ثم أتانا يتبع آثارنا فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي فسلمنا عليه
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»