سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٣ - الصفحة ٣٠٠
فخرج الينا فأخبرناه بقتل عدو الله وثفل على جرح صاحبنا ورجعنا إلى أهلنا فأصبحنا وقد خافت يهود تبعتنا فليس بها يهودي الا وهو يخاف على نفسه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة رجل من تجار يهود وكان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم فقال لمحيصة وكان أسن منه لما قتله وجعل يبصره يضربه يا عدو الله أقتلته أما والله لرب شحم في بطنك من ماله فقال محيصة والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك قال فقال والله ان دينا بلغ بك هذا لدين له شأن انطلق إلى صاحبك حتى أسمع منه فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أول اسلام حويصة فقال محيصة (يلوم ابن أم لو أمرت بقتله * لطبقت ذفراه بأبيض قاضب) (حسام كلون الملح أخلص صقله * متى ما أصوبه فليس بكاذب) (وما سرني أني قتلتك طائعا * وأن لنا ما بين بصرى فمارب) وقال علي بن أبي طالب عليه السلام في قتل ابن الأشرف (عرفت ومن يعتدل يعرف * وأيقنت حقا فلم أصدف) (عن الكلم المحكمات التي * من الله ذي الرأفة الأرأف) (رسائل تدرس في المؤمنين * بهن اصطفى أحمد المصطفى) (فأصبح أحمد فينا عزيزا * عزيز المقامة والموقف) (فيآيها الموعدوه سفاها * ولم يأت حوبا ولم يعنف) (ألستم تخافون أدنى العذاب * وما آمن الله كالأخوف) (وأن تصرعوا تحت أسيافه * كمصرع كعب بن الأشرف) (غداة رأى الله طغيانه * فأعرض كالجمل الأجنف) (فأنزل جبريل في قتله * بوحي إلى عبده ملطف) (فدس الرسول رسولا اليه * بأبيض ذي هيبة مرهف) (فباتت عيون له معولات * ومن دمع كعب لها تذرف)
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»