وجهه حتى نزل بالشعب من أحد من عدوة الوادي إلى الجبل فجعل ظهره وعسكره إلى أحد وقال لا يقاتل أحد حتى نأمره بالقتال وقد سرحت قريش الظهر والكراع في ذروع كانت بالضيعة من قناة فقال رجل من الأنصار حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القتال أترعى زروع بني قيل ولما نضارب وتعبي رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال في سبع مائة رجل وتعبت قريش وهم ثلاثة آلاف ومعهم مائتا فرس قد جنبوها فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل وأمر رسول الله على الرماة وهم خمسون رجلا عبد الله بن جبير أخا بني عمرو بن عوف وهو يومئذ معلم بثياب بياض وقال أنضح عنا الخيل بالنبل لا يأتونا من خلفنا ان كانت لنا أو علينا أثبت مكانك لا نؤتين من قبلك وظاهر رسول الله عليه السلام بين درعين وقال من يأخذ هذا السيف بحقه فقام اليه رجال فأمسكه عنهم حتى قام اليه أبو دجانة سماك بن خرشة أخو بني ساعدة فقال وما حقه يا رسول الله قال أن تضرب به القوم حتى ينثني قال أنا آخذه يا رسول الله بحقه فأعطاه إياه وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب إذا كانت وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء يعصبها على رأسه علم الناس أنه سيقاتل فلما أخذ السيف من يد رسول الله أخرج عصابته تلك فعصب بها رأسه فجعل يتبختر بين الصفين 505 أخبرنا عبد الله بن الحسن الحراني قال نا النفيلي قال نا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم مولى عمر بن الخطاب عن رجل من الأنصار من بني سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أبا دجانة يتبختر انها لمشية يبغضها الله الا في هذا الموطن
(٣٠٥)