سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٣ - الصفحة ٣٠٦
506 أخبرنا عبد الله بن الحسن الحراني قال نا النفيلي قال نا ابن سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن أبا عامر صيفي بن مالك بن النعمان بن أمية أحد بني ضبيعة قد كان خرج حين خرج من مكة مواعدا لرسول الله عليه السلام بخمسين غلاما من الأوس منهم عثمان بن حنيف وبعض الناس يقول كانوا خمسة عشر فكان أبو عامر يعد قريشا أن لو قد لقي قومه لم يتخلف منهم رجلان فلما التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الأحابيش وعبدان أهل مكة فنادى يا معاشر الأوس أنا أبو عامر فقالوا لا أنعم الله بك عينا يا فاسق وكان أبو عامر يسمى في الجاهلية الراهب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق فلما سمع ردهم عليه قال لقد أصاب قومي بعدي شر ثم قاتلهم قتالا شديدا ورضخهم بالحجارة فلما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معهما وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال يحرضنهم فقالت هند فيما تقول نحن بنات طارق ان تقبلوا نعانق ونفرش النمارق وان تدبروا نفارق فراق غير وامق فاقتتل الناس حتى حميت الحرب وقاتل أبو دجانة سماك بن خرشة حتى أمعن في الورد وحمزة وعلي ابن أبي طالب في رجال من المسلمين فأنزل الله نصره وصدقهم وعده فحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم وكانت الهزيمة لا شك فيها 507 وأخبرنا عبد الله بن الحسن الحراني قال نا النفيلي قال نا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال نا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند ابنة عتبة وصواحبها مشمرات هوادب ما دون أخذهن قليل ولا كثير إذ مالت الرماة عن العسكر حين كشفنا
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»