سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ١٠٠
فاستغفر له فإنه يجيء يوم القيامة أمة وحده وكان فيما ذكروا يطلب الدين فمات وهو في طلبه 138 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال وكان حين أراد الله عز وجل كرامة نبيه صلى الله عليه وسلم ورحمة العباد به واتخاذ الحجة عليهم والعرب على أديان مختلفة متفرقة مع ما يجمعهم من تعظيم الحرمة وحج البيت والتمسك بما كان بين أظهرهم من آثار دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم وهم يزعمون أنهم على ملته وكانوا يحجون البيت على اختلاف من أمرهم فيه فكانت الحمس قريش وكنانة وخزاعة ومن ولدت قريش من سائر العرب يهلون بحجهم فمن اختلافهم أن يقولوا لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك تملكه وما ملك فيوحد فيه بالتلبية ثم يدخلون معه أصنامهم ويجعلون ملكها بيده يقول الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم * (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) * ولا يخرجون من الحرم ولا يدفعون من المزدلفة يقولون نحن أهل الحرم فلا نخرج منه وكانوا لا يسكنون البيوت إذا كانوا حرما وكان أهل نجد من مضر يهلون إلى البيت ويقفون على عرفة 139 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني محمد ابن مسلم بن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت أول ما ابتديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله عز وجل كرامته ورحمة العباد به ألا يرى شيئا الا جاءت كفلق الصبح فمكث على ذلك ما شاء الله عز وجل أن يمكث وحبب الله عز وجل اليه الخلوة فلم يكن شيء أحب اليه من أن يخلو وحده 140 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي وكان
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»