واعية عن بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد الله عز وجل كرامته وابتدأه بالنبوة وكان لا يمر بحجر ولا شجر الا سلم عليه وسمع منه فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يرى الا الشجر وما حوله من الحجارة وهي تحييه بتحية النبوة السلام عليك يا رسول الله فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى حراء في كل عام شهرا من السنة ينسك فيه وكان من نسك في الجاهلية من قريش يطعم من جاء من المساكين حتى إذا انصرف من مجاورته وقضاه لم يدخل بيته حتى يطوف بالكعبة حتى إذا كان الشهر الآخر الذي أراد الله عز وجل به ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها وذلك شهر رمضان فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يخرج لجواره وخرج معه بأهله حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله عز وجل فيها برسالته ورحم العباد به جاءه جبريل بأمر الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجاءني وأنا نائم فقال أقرأ فقلت وما أقرأ فغتني حتى ظننت أنه الموت ثم كشطه عني فقال أقرأ فقلت وما أقرأ فعاد لي بمثل ذلك ثم قال أقرأ فقلت وما أقرأ وما أقولها الا تنجيا أن يعود لي بمثل الذي صنع بي فقال * (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) * ثم انتهى فانصرف عني وهببت من نومي وكأنما صور في قلبي كتاب ولم يكن في خلق الله عز وجل أحد ابغض إلي من شاعر أو مجنون كنت لا أطيق أنظر اليهما فقلت أن الأبعد يعني نفسه صلى الله عليه وسلم لشاعر أو مجنون ثم قلت لا تحدث قريش عني بهذا أبدا لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها فلأستريحن فخرجت لا أريد غير ذلك فبينا أنا عامد لذلك سمعت مناديا ينادي من السماء يقول يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل فرفعت رأسي إلى السماء أنظر
(١٠١)