قال فنزلوا في قليب لهم يحفرونه حيث وصف فتهور عليهم فإنه لقبرهم إلى يومهم هذا فقال رجل من القوم شأن بني مؤمل من بني نصر أعجب من هذا كان بطن من بني مؤمل وكان لهم ابن عم قد استولى على أموال بطن منهم وراثة فألجأ نفسه وماله إلى ذلك البطن فتنقصوا ماله وتذللوه وتصعفوه فقال يا بني مؤمل اني قد ألجأت نفسي ومالي إليكم لتمنعوني وتكفوا عني فقطعتم رحمي وأكلتم مالي وتذللتموني فقام رجل منهم يقال له رياح فقال يا بني مؤمل صدق فاتقوا الله فيه وكفوا عنه فلم يمنعهم ذلك منه ولم يكفوا عنه فأمهلهم حتى إذا دخل الشهر الحرام وخرجوا عمارا رفع يديه فقال (اللهم زلهم عن بني المؤمل * وارم على أقفائهم بمنكل) (بصخرة أو جيش جحفل * الا رياحا انه لم يفعل) فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق نزلوا إلى جبل فأرسل الله عز وجل صخرة من رأس الجبل تجز ما مرت به من حجر أو شجر حتى دكتهم به دكة واحدة الا رياحا وأهل خبائه لأنه لم يفعل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان هذا للعجب لم ترون هذا كان فقالوا يا أمير المؤمنين أنت أعلم فقال اما اني قد علمت ذاك كان الناس أهل الجاهلية لا يعرفون ربا ولا بعثا ولا قيامة ولا جنة ولا نارا فكان الله عز وجل يستجيب لبعضهم على بعض للمظلوم على الظالم ليكف بذلك بعضهم عن بعض فلما بعث الله عز وجل هذا الرسول وعرفوا الله عز وجل والبعث والقيامة والجنة والنار وقال الله عز وجل * (بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) * فكانت المدد والاملاء
(٩)