عند عمر بن الخطاب وهو يعرض الناس على ديوانهم إذ مر شيخ كبير أعمى يجبذه قائده جبذا شديدا فقال عمر ما رأيت كاليوم منظرا أسوأ قال له رجل يا أمير المؤمنين هذا ابن صبغاء البهزي ثم السلمي بهيل بريق فقال عمر قد أعلم أن بريقا لقب فما اسم الرجل قالوا عياض قال عمر ادعوا لي عياضا فدعي فقال أخبرني خبرك وخبر بني صبغاء وكانوا عشرة نفر فقال عياض شيء كان في الجاهلية قد جاء الله بالاسلام فقال عمر اللهم غفرا ما كنا اخوان نتحدث عن أمر الجاهلية منا حين هدانا الله عز وجل الإسلام وأنعم علينا به فقال يا أمير المؤمنين كنت امرأ قد بقاني أهلي وكان بنو صبغاء عشرة وكانت بيني وبينهم قرابة وجوار فتنقصوني ما بي وتذللوني فسألتهم بالله والرحم والجوار الآ ما كفوا عني فلم يفعلوا ولم يمنعني ذلك منهم فأمهلتهم حتى دخل الشهر الحرام ثم رفعت يدي إلى الله عز وجل فقلت (اللهم أدعوك دعاء جاهدا * أقتل بني الصبغاء الآ واحدا) (ثم اضرب الرجل فذره قاعدا * أعمى إذا ما قيد عنا القائدا) فتتابع منهم تسعة في عام واحد وضرب الله عز وجل رجل هذا واعمى بصره فقائده يلقي منه ما رأيت فقال عمر ان هذا لعجب فقال رجل من القوم يا أمير المؤمنين شأن أبي تقاصف الخناعي ثم الهذلي واخوته أعجب من هذا فقال عمر وكيف كان شأن أبي تقاصف واخوته فقال كان لهم جار هو منهم بمنزلة عياض من بني صبغاء فتنقصوه وتذللوه فذكرهم الله والرحم والجوار فلم يعطفهم ذلك عليه فأمهلهم حتى إذا دخل الشهر الحرام رفع يديه ثم قال (اللهم رب كل آمن وخائف * وسامع هتاف كل هاتف) (ان الخناعي أبا تقاصف * لم يعطني الحق ولم يناصف) (فأجمع له الأحبة الألاطف * بين قران ثم والتواصف)
(٨)