حتى أرسى إلى ساحل اليمن فحرج عليهم هو وقومه فخرجت عليهم حمير وحمير يومئذ فرسان أهل اليمن فقاتل أهل اليمن قتالا شديدا على الخيل فجعلوا يكردسونهم كراديس ثم يحملون عليهم فكلما مضى منهم كردوس تبعه آخر فلما رأى ذلك روزبه قال لدوس ما جئت بي ههنا الا لتجزرني قومك فلأبدأن بك فلأقتلنك قبل أن أقتل قال لا تفعل أيها الملك ولكن أشير عليك فتقبل مني قال نعم فأشر علي قال له دوس أيها الملك ان حمير قوم لا يقاتلون الا على الخيل فلو أنك أمرت أصحابك فألقوا بين أيديهم ترسهم ودرقهم ففعلوا ذلك فجعلت حمير تحمل عليهم فتزلق الخيل على الترسة والدرق فتطرح فرسانها فيقتل الآخرون فلم يزالوا كذلك حتى دقوا وكثرهم الآخرون وانهم ساروا حتى دخلوا صنعاء فملكوها وملكوا اليمن وكان في أصحاب روزبة رجل يقال له أبرهة بن الأشرم وهو أبو يكسوم فلما ملكوا اليمن قال أبرهة لروزبة أنا أولى بهذا الأمر منك فقال الآخر وكيف والملك بعثني قال وان كان الملك بعثك فأنا أولى بهذا الأمر منك فعاته الآخر واتبع أبرهة ناس من قومه فخرجوا للقتال فلما تواقفوا ليقتتلوا قال أبرهة لروزبة ما لك ولأن تفنى الحبشة فيذهب ملكنا من هذه البلاد اخرج فأينا قتل صاحبه كان له الملك فقال الآخر نعم وكان روزبة رجلا جسيما وكان أبرهة رجلا حادرا قصيرا فقال أبرهة لغلام له إذا خرجت اليه لأبارزه فائته من خلفه فأقتله فان أصحابه لن يزيدوا على أن يفروا ولك عندي ما سألتني من ملكي فلما خرجا سل روزبة على أبرهة سيفه فضربه ضربة وسط رأسه بالسيف وضربه غلام أبرهة من خلفه فقطعه بأثنتين فاحتمله أصحابه واحتمل هذا أصحابه ثم إنهم اصطلحوا عل أبرهة ولم يكن فيهم بعد صاحبهم مثله وبلغ ذلك النجاشي فكتب اليه يتهدده فحلق أبرهة رأسه وأخذ ترابا من تراب أرضه فبعث به اليه وقال
(٣٦)