(دعيني أم عمرو ولا تلومي * ومهلا عاذلي لا تعذليني) (دعيني لا أخذت الخشف منهم * وبيت الله حتى يقتلوني) (فما عذري وهذا السيف عندي * وعضب نال قائمه يميني) (ولكن لم أحد عنها محيدا * واني راهق ما أرهقوني) 38 حدثنا أحمد قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال ثم خرج متوجها إلى اليمن بمن معه من جنوده حتى إذا قدمها وكان لأهل اليمن مدينتان يقال لإحداهما مأرب والأخرى ظفار وكان منزل الملك في مأرب مبنيا بصفائح الذهب وكان منزله في ظفار مبنيا بالرخام فكان إذا شتى شتى في مأرب وإذا صاف صاف في ظفار وكانت مأرب بها ينشأوا أبناء الملوك ويتعلمون الكلام وكان ابن الحميري إذا بلغ قال أرسلوا به إلى مأرب يتعلم المنطق وكان في ظفار اصطوان من بلد الحرام مكتوب في أعلاها بكتاب من الكتاب الأول لمن الملك ظفار لحمير الأخيار لمن الملك ظفار لفارس الأخيار لمن الملك ظفار لقريش التجار فلما قدمها تبع نشرت يهود التوراة وجعلوا يدعون الله عز وجل على النارحتى أطفأها الله عز وجل وكان لأهل اليمن شيطان يعبدونه قد بنوا له بيتا من ذهب وجعلوا بين يديه حياضا فكانوا يذبحون له فيها فيخرج فيصيب من ذلك الدم ويكلمهم ويسئلونه فكانوا يعبدونه فلما أن أطفأت يهود النار قالوا لتبع ان ديننا هذا الذي نحن عليه خير من دينك فلو أنك تابعتنا على ديننا فقد رأيت أن الهك هذا لم يغن عنك شيأ ولا عن قومك عند الذي نزل بكم فقال تبع فكيف نصنع به ونحن نرى منه ما ترون من الأعاجيب قالوا أفرأيت ان أخرجناه عنك تتبعنا على ديننا قال نعم فجاءوا إلى باب ذلك البيت فجلسوا عليه بتوراتهم ثم جعلوا يذكرون أسماء الله عز وجل فلما سمع ذلك الشيطان لم يثبت وخرج
(٣٢)