ندعو إليه ونسأل الله أن يوفقنا في تطبيقه.
الملاحظة العاشرة: في ص 97: ذكر الفقيهي عذر طلحة والزبير في كراهيتهما لبيعة علي مبينا أن كراهيتهما (ليس لعلي وأحقيته في الخلافة ولكن للطريقة التي تمت بها البيعة وكأنها الفلتة التي حذر منها عمر فلم يعقد مجلس للشورى ولأن الثوار أتوا بهما بأسلوب جاف عنيف ولا شك أن هذه الطريقة فرضتها طبيعة الأحداث لسيطرة هؤلاء الأعراب الجلف على المدينة).
أقول: وكلامه هذا عليه ملاحظات منها: إن الطريقة التي تمت بها البيعة لعلي أفضل الطرق وهي طريقة الاختيار من أهل الحل والعقد ولم تتم بيعته (فلتة) كما لمح الفقيهي!!.. بل إن عليا رفض أن تكون بيعته سرأ وأبى أن تكون إلا في المسجد النبوي وعن رضى من المسلمين (راجع الرواية الأولى).. وكان الصحابة من المهاجرين والأنصار هم الذين بايعوه بعد إلحاح منهم عليه في تولي الخلافة.. فما أدري ما الذي دفع الفقيهي إلى التلميح بأن هذه تشبه (الفلتة) التي حذر منها عمر رضي الله عنه؟!، ثم إن الفلتة إنما تكون مكروهة إذا كان المبايع له غير أهل للبيعة أو يوجد من هو أفضل منه أما إن كان هو الأفضل فلا كراهة وقد بويع أبو بكر رضي الله عنه (فلتة) كما قال عمر رضي الله عنه لكن الله وقى شرها وكان الأفضل يومئذ فلو أدعى مدع أن بيعة علي رضي الله عنه كانت (فلتة) فعلي كان أفضل الناس يومئذ ولا كراهة في الأمر.. ولكن الصحيح الذي تدل عليه الروايات