وليس فيها الإكراه على البيعة ولا أنهما بايعا مكرهين.. فهل الزيادة في رواية مصعب بن سلام من جنس زيادة الثقة أم من قبل جنس الشاذ أم المنكر؟! هذا محل بحث والصواب أن ننتظر فلو كان هذا الإسناد حسنا لوجدنا في المتن مخالفة لمتن آخر أصح فعندئذ نرد هذه المخالفة بعينها ولا نرد كل المتن، هذا ما عليه المحدثون يفعلون هذا مع أسانيد صحيحة جدا تجدهم يردون لفظا ضعيفا أو كلمة في المتن مع قبول بقية المتن. وعلى العكس، ولذلك نعلم يقينا أن في متون الأسانيد الضعيفة بعض الأخبار الصحيحة وهذا علم كبير له اتصال بعلم (العلل) ومن أمعن النظر في كتاب (العلل) للدار قطني عرف قيمة هذا العلم والاضطرار إليه عند الترجيح.
والخلاصة: أن الروايات التي تقول إن طلحة والزبير بايعا مكرهين والسيف على أعناقهما روايات ضعيفة لذاتها أو شاذة مخالفة لما هو أوثق منها ثم نأتي للروايات القائلة إنهما بايعا كارهين بلا رفع للسيف على أعناقهما فننظر في هذه ونرى هل يمكن الجمع بينهما وبين الروايات المثبتة لبيعتهما طائعين؟!
وهل يمكن الجمع بين كل الروايات هذا له مبحث آخر، فإن تعذر الجمع، نأخذ الأقوى من الروايات ألا وهي (بيعتهما طائعين) ونعتبر المخالف لهذا الأقوى شاذا هذا هو المنهج الصحيح الذي عليه المحدثون قديما وحديثا، أما الانتقاء للهوى أو العجلة أو ضرب النصوص ببعضهما فليس هذا هو (منهج المحدثين) الذي