وأن الثوار على عثمان ارتاعوا بعد مقتل عثمان وتفرقوا فمنهم من هرب ومنهم من ندم ومنهم من كان قصده التضييق على عثمان رضي الله عنه حتى يستجيب لمطالب معينة فليس كل من خرج على عثمان يريد قتل عثمان وسيف بن عمر هو الراوي الوحيد الذي يذكر الثوار على عثمان وكأنهم كلهم أتباع لعبد الله بن سبأ!!، مع أن الخارجين على عثمان فيهم صحابة وتابعون أجلاء وإن كان معظم الخارجين ذوي أهواء وجهل ونفاق فلا يجوز أن ننجرف مع روايات الكذابين (التعيمية) ولا يجوز أن نتهم الأبرياء بفعل الفجار.. فالخارجون على عثمان أصناف كثيرة وليسوا متفقين في الأهداف (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) مع جزمنا بأنهم على باطل وأن عثمان رضي الله عنه على حق، لكن في الوقت نفسه نعرف لعبد الرحمن بن عديس البلوي رضي " الله صحبته وبيعته تحت الشجرة وهو من الخارجين على عثمان ونعرف للأشتر - مالك بن الحارث النخعي حقه وتدينه وندمه وكراهيته لمقتل عثمان وهو من الخارجين لكنه اعتزل عنهم آخر الأمر فلم يكن من محاصري عثمان يوم مقتله وقد ندم، كل هذا بأسانيد صحيحة وليس هنا مجال ذكرها، كذلك نعرف لأبناء بديل بن ورقاء رضي الله عنهم صحبتهم وهم من الخارجين ونعرف لعمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه صحبته وهجرته وهو من الخارجين، والعجب فيمن يعذر معاوية في الخروج على علي رضي الله عنه ولا يعذر عبد الرحمن بن عديس البلوي في الخروج على عثمان رضي الله عنهما مع أن عبد الرحمن بن عديس أفضل من معاوية
(١٤٨)