متنها غرابة ومخالفة للروايات الصحيحة فلذلك أرجح أن تكون رواية شاذة، خاصة ما خالفت فيه الروايات الصحيحة.. أما الرواية كلية فأنا متوقف في هذه الرواية بعد رد الشاذ منها لا أستطيع قبولها أو رفضها كلية، ولها متابعة هالكة ذكرها صاحب الرسالة.
الملاحظة الخامسة: لا يفسر الأخ الفقيهي بعض الألفاظ الموهمة التي قد يتبادر إلى الذهن غير معناها مثل رواية الحاكم نفسه فسياقها كأنه يشير إلى أن عليا يعرف قتلة عثمان بأعيانهم وأنهم هم الذين جاؤوا إلى البيعة مع أن الروايات الصحيحة الصريحة تبين أنه لم يكن يعرف القتلة بل ولا عرفهم كثر أو كل الموجودين آنذاك، فقد صح عن علي: أنه قال: (والله لوددت أن بني أمية رضوا لنفلناهم خمسين رجلا من بني هاشم يحلفون ما قتلنا عثمان ولا نعلم له قاتلا).. أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2 / 335) وسنده صحيح جدا وفيه أن عليا لا يعرف القتلة بأعيانهم.. فلو فسر الفقيهي ألفاظ الرواية الأولى بما يتفق مع الروايات الصحيحة لأحسن، أو ليضعف الرواية لنكارتها ومخالفتها للروايات الصحيحة الأخرى.
الملاحظة السادسة: قوله ص 91: (فالمدينة عاصمة الدولة ومقر الخلافة مضطربة والثائرون يسيطرون عليها).
أقول: هذا من رواية سيف بن عمر فهو الراوي الوحيد الذي تفرد بذكر (سيطرة) قتلة عثمان على المدينة خمسة أيام، والصواب أن عليا بويع لليوم الثاني من قتل عثمان رضي الله عنه