رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ - السيد لطيف القزويني - الصفحة ٢٢٣
وذكر العلامة سبط ابن الجوزي وصفا للإمام الرضا (ع) منقولا عن الواقدي قال: وكان ثقة يفتى بمسجد رسول الله (ص) وهو ابن نيف وعشرين سنة (1).
وذكر ابن الجوزي أيضا: ذكر عبد الله بن أحمد المقدسي في كتاب (أنساب القريشيين) نسخة يرويها على بن موسى الرضا (ع) عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه على عن أبيه الحسين عن أبيه على عن النبي (ص)، إسناد لو قرئ على المجنون برئ (2).
ثم ذكر نقلا عن الواقدي أن الامام على بن موسى الرضا (ع) لما وصل إلى نيسابور أثناء الانتقال من المدينة إلى خراسان (سنة مئتين ه‍): خرج إليه علماؤها مثل يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع وأحمد بن حرب، وغيرهم، لطلب الحديث والرواية، والتبرك به (3).
وجاء في نسخة العهد الذي كتبه المأمون بيده للإمام الرضا (ع) حين جعله وليا للعهد من بعده، جاء الاعتراف بفضل الإمام الرضا (ع) وبمكانته العلمية الشامخة، حيث كتب المأمون:... لما رأيت من فضله البارع، وعلمه النافع وورعه الباطن والظاهر (4).
وفي إعلام الورى، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: ما رأيت أعلم من على بن موسى الرضا (ع)، ولا رآه عالم الا شهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين، فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقى منهم أحد الا أقر له بالفضل وأقر على نفسه بالقصور، ولقد سمعته يقول: كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا أعيى الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلى بأجمعهم، وبعثوا إلى المسائل فأجبت عنها، قال أبو الصلت: ولقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى ابن جعفر عن أبيه (ع) كان يقول لبنيه: هذا أخوكم على بن موسى عالم آل محمد (ص) فسلوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم (5).
الإمام الرضا (ع) والخلفاء العباسيون.
إن الذي يدرس حياة المهدى والهادي والرشيد والأمين والمأمون التي عاصرها الإمام الرضا الممتدة من عام (158 ه‍) حتى عام (203 ه‍)، ويحلل أسلوب الحكم وكيفية إدارة شؤون الأمة، وعلاقة الحكام بالأمة واتجاه الرأي العام، ويدرس حياة الخلفاء في القصور بين الجواري والمغنين والشعراء وكؤوس الخمر، ويشاهد تبذير آلاف الملايين من الدنانير الذهبية والدراهم الفضية، وسياسة التجويع والإرهاب

1 - سبط ابن الجوزي / تذكرة الخواص / ط مكتبة نينوى (طهران) / ص 351.
2 - سبط بن الجوزي / تذكرة الخواص / ص 352.
3 - سبط بن الجوزي / تذكرة الخواص / ص 352.
4 - سبط بن الجوزي / تذكرة الخواص / ص 353.
5 - الأمين / في رحاب أئمة أهل البيت / ج 4 / ص 107.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»