التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٨٨
الفرصة فحاول أخذ البيعة لنفسه باسم الأمويين، بانتظار ما يسفر عنه الموقف في دمشق، ولكن محاولاته فشلت وأرغم على الخروج مطرودا من المدينة (1).
بايعت البصرة بعد ذلك، أحد رجالها، وهو عبد الله بن الحارث بن نوفل (2) ولكنه فشل في مهمته، لان المدينة تحولت إلى مسرح للفوضى، تعاني من التطاحن القبلي واشتداد ضغط الخوارج، وفشل أيضا الذين جاءوا بعده (3)، فكتب أهلها إلى ابن الزبير يبايعونه ويطلبون اليه انتداب رجل يتولى الامر فيهم ويدفع عنهم خطر الخوارج (4). والواقع ان تدهور الموقف في البصرة وصل إلى مرحلة بالغة الخطورة، الامر الذي دفع سكانها إلى توحيد كلمتهم والاحتكام إلى خليفة الحجاز، فلبى هذا الأخير طلبهم وبعث إليهم الحارث بن عبد الله بن ربيعة (5) فساعد كثيرا في اقرار السلام في تلك المنطقة، حتى إذا جاء مصعب بن الزبير بعد ذلك بقليل عاد الهدوء تماما إلى البصرة وتحدد موقفها بصورة واضحة.

(١) ابن كثير: البداية والنهاية ٨ / ٢٣٨.
(٢) الطبري: ٧ / ٢٤، ابن كثير: ٨ / ٢٣٨.
(٣) الطبري: ٧ / ٣٢ وما بعدها. ابن كثير: ٨ / ٢٣٨.
(٤) الدينوري: الاخبار الطوال ٢٨٠.
(٥) ابن كثير: البداية والنهاية ٨ / 239.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 94 95 ... » »»