الحملة النفسية التي قام بها ابن الزبير إزاء منافسه الرئيسي الحسين لدفعه على الخروج، لان هذا الأخير كان يعمل وفق خطة مرسومة وفي اطار من الحذر (1) وسلامة الرؤية. وكان يدرك جيدا ما وراء هذا التشجيع (2) لتحديد موقفه والاسراع في مغادرة الحجاز لو كان لي في الكوفة مثل شيعتك ما عدلت عنها (3). فوجوده في هذا الاقليم كان ثقيلا على ابن الزبير الذي عرف أن أهل الحجاز لا يبايعونه ولا يتابعونه أبدا ما دام الحسين بالبلد وأن حسينا أعظم في أعينهم وأنفسهم منه وأطوع في الناس منه (4). انها حقيقة أدركها الحسين بكل أبعادها، ومع ذلك اتخذ الطريق إلى العراق للقيام بمسيرته التاريخية، وهي الثورة على الظلم ودك صروح الطغيان، وإقامة مجتمع عادل متحرر من الطبقية والقهر والاستغلال (5).
(٨٣)