التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٧٢
عن طريق أحد الذين راسلهم الحسين (1). وكان هذا كافيا لاجهاض أية مبادرة من البصرة للمشاركة في التحرك. وبعد أن غادر هذه الأخيرة إلى الكوفة عين عليها نائبا عنه هو أخوه عثمان بن زياد (2) وأوصاه باستعمال الشدة والحزم.
وفي الكوفة، حيث انتقل إليها عبيد الله ملثما وعلى رأسه عمامة سوداء، أخذت الأمور تنعقد على جبهة الحزب الشيعي وتلاحقت الاحداث فيها بسرعة مذهلة. فقد كان الناس حينئذ يترقبون وصول الحسين بين لحظة وأخرى، حتى أنهم اعتقدوه ذلك الملثم الذي ظهر في الكوفة. وبعد وصوله إلى قصر الامارة أحاط ابن زيادة نفسه بالشرطة، ومن هناك أخذ يخطط لانقلابه، مستفيدا من البلبلة التي خلقها ظهوره في الكوفة. بدأ أولا بنشر جواسيسه في المدينة لمعرفة مكان مسلم بن عقيل، حتى علم أخيرا انه في منزل هاني بن عروة (3) أحد الزعماء الشيعيين، فاستدعى هذا الأخير وسأله عن مسلم، فأنكر وجوده في بيته. غير أن ابن زياد فاجأه بالجاسوس الذي شاهده في داره (4)،

(1) المنذر بن الزبير، ابن الأثير: 4 / 10.
(2) ابن الأثير: 4 / 10.
(3) الطبري: 6 / 202.
(4) ابن الأثير: 4 / 12.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»