التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٤١
ليس بالأمر السهل. ولكن الشام لم تكن كل هموم الخليفة الجديد، فقد كان هناك أكثر من منتحل لقضية عثمان، تصدى لعلي وراح يزرع في دربه المتاعب. ففي الحجاز ناوءه الزبير وطلحة وكانا أصلا من أصحاب الطموح للخلافة، وقد أيدا عليا أول الامر ثم ثارا عليه بعد تعيين ولاة الأقاليم الجدد دون أن يكون لاي منهما نصيب (1). وانضمت عائشة التي كانت تحقد على علي منذ أيام النبي إلى فريق الساخطين بزعامة طلحة والزبير (2) وكانت غير بعيدة عن مجرى الاحداث التي أودت بالخليفة السابق، ثم انسحبت إلى مكة، بعد شعورها بأن عليا سيكون الخليفة، تعمل على تجميع القوى ضده، وتستغل في نفس الوقت لعبة التشكيك بموقف الخليفة الجديد من قتلة عثمان. واجتمع الساخطون الثلاثة في مكة، ثم غادروها إلى العراق بعد أن أدركوا صعوبة مناجزة الخليفة في الحجاز ونجحوا في اقناع البصرة بالانضمام إلى حركتهم. ولكن هذه الحركة لم تكلف الخليفة كبير عناء، فسرعان ما خرجت قواته من المدينة (36 هجري / 656 م) وتمكنت من إخضاع الثائرين دونما صعوبة في معركة الجمل التي سميت

(1) ابن قتيبة: الإمامة والسياسة 1 / 49.
(2) Perier Vie Dal - Hadjajadj ibn yousof, P 10
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»