الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ١٥٥
الباب الثامن الدين ومشكلات الحضارة.. التشريع السؤال الأساسي الذي يفرض نفسه عند البحث في المشكلات الحضارية يكون دائما عن التشريع أو الدستور. فهذه المشكلات تنشأ عن علاقة الفرد بغيره، والتشريع هو الذي يحدد هذه العلاقة على أساس من العدل والانصاف. ولكن من المذهل أن أقول: ان الانسان لم يفلح إلى الآن في الكشف عن دستور حياته! صحيح أن جميع الدول في العالم قائمة على أسس الدستور، ولكن هذه الدساتير مخفقة تماما في الوصول إلى أهدافها، بل لا يوجد هناك ما يسوغ وجود هذه الدساتير سوى أنها تنفذ بالقوة والاجبار.
ومن الحقائق المعروفة لرجال القانون أن جميع الدساتير الرائجة في هذا العصر تفقد أية أسس علمية أو نظرية تجيز بقاءها. ويرى الأستاذ فولر L. L. Fuller أن القانون لم يكشف عن نفسه بعد!.. وفولر هذا هو الذي وضع كتابا أسماه: القانون يبحث عن نفسه The Law in Quest of Itself.
* * * وقد وضعت كتب لا حصر لها حول هذا الموضوع بالذات، وبذلت عقول جبارة من علمائنا أوقاتها في سبيل البحث عن مقومات القانون. وكما يرى محرر موسوعة تشامبرز لقد أعطى القانون أهمية علم هام، حتى رفع من شانه إلى أقصى الحدود. ولكن كل هذه الجهود لم توفق في الحصول على صورة متفق عليها من القانون. وقد تشعبت بهم السبل، حتى قال خبير في التشريع: لو طلبت من عشرة خبراء أن يعرفوا القانون، فعليك أن تستعد لسماع أحد عشر جوابا!!.
وقد انقسم خبراء التشريع إلى مدارس فكرية كثيرة، ولكننا؟ رغم تعدد هذه المدارس؟
قد لا نجد لبعض كبار علماء القانون فيها مكانا! يقول البروفسور
(١٥٥)
مفاتيح البحث: العصر (بعد الظهر) (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 151 152 153 155 156 157 158 159 160 ... » »»