يمحو السيئ بالحسن وليس بين الله وبين أحد نسب الا بطاعته فالناس في دين الله سواء الله ربهم وهم عباده يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عنده بالطاعة فانظر الامر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزمه فألزمه وعليك بالصبر ثم سرحه في أربعة آلاف ممن اجتمع إليه فيهم حميضة بن النعمان بن حميضة على بارق وعمرو بن معدى كرب وأبو سبرة بن أبي رهم على مذحج ويزيد بن الحرث الصدائي على عذرة وجنب ومسلية وبشر بن عبد الله الهلالي على قيس عيلان والحصين بن نمير ومعاوية بن حديج على السكون وكندة ثم أمر بعد خروجه بألفي يماني وألفى فخري وسار سعد وبلغه في طريقه بزرود أن المثنى مات من جراحة انتقضت وانه استخلف على الناس بشير بن الخصاصة وكانت جموع المثنى ثلاثة آلاف وكذلك أربعة آلاف من تميم والرباب وأقاموا وعمر ضرب على بنى أسد أن ينزلوا على حد أرضهم فنزلوا في ثلاثة آلاف وأقاموا بين سعد والمثنى وسار سعد إلى سيراف فنزلها واجتمعت إليه العساكر ولحقه الأشعث بن قيس ومعه ثلاثون ألفا ولم يكن أحد أجرأ على الفرس من ربيعة ثم عبى سعد كتائب من سيراف وأمر الأمراء وعرف على كل عشرة عريفا وجعل الرايات لأهل السابقة ورتب المقدمة والساقة والمجنبات والطلائع وكل ذلك بأمر عمر ورأيه وبعث في المقدمة زهرة بن عبد الله بن قتادة الحيوى من بنى تميم فانتهى إلى العذيب وعلى اليمامة عبد الله بن المعتمر وعلى الميسرة شرحبيل بن السمط وخليفة بن خالد بن عرفطة حليف بنى عبد شمس وعاصم بن عمر التميمي وسواد بن مالك التميمي على الطلائع وسلمان بن ربيعة الباهلي على المجردة ثم سار على التعبية ولقيه المهنى بن حارثة الشيباني بسيراف وقد كان بعد موت أخيه المثنى سار بذي قار إلى قابوس بن المنذر بالقادسية وقد بعث الفرس إليها يستنفرون العرب فبيته المهنى واستلحمه ومن معه ورجع إلى ذي قار وجاء إلى سعد بالخبر ليعلمه بوصية المثنى إليه أن لا تدخلوا بلاد فارس وقاتلوهم على حد أرضهم بادئ حجر من أرض العرب فان يظهر الله المسلمين فلهم ما وراءهم والا رجعتم إلى فئة ثم تكونوا أعلم بسبيهم وأجرأ على أرضهم إلى أن يرد الله الكرب فترحم سعد ومن معه على المثنى وولى أخاه المهنى على عمله وتزوج سلمى زوجته ووصله كتاب عمر بمثل رأى المثنى يسأله من سيراف ونزل العرب ثم أتى القادسية فنزلها بحيال القنطرة بين العتيق والخندق ووصله كتاب عمر يؤكد عليهم في الوفاء بالأنبار ولو كان إشارة أو ملاعبة 2 وكان زهرة في المقدمة فبعث سرية للإغارة على الحيرة عليها بكر بن عبد الله الليثي وإذا أخت مرزبان الحيرة تزف إلى زوجها فحمل بكير على ابن الازادية فقتله وحملوا الاثقال والعروس في ثلاثين امرأة ومائة من التوابع ومعهم ما لا يعرف
(٩٢)