تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ١٠٣
ما يبكيك يا أمير المؤمنين وهذا موطن شكر قال والله ما أعطى الله هذا قوما الا تحاسدوا وتباغضوا فيلقى الله بأسهم بينهم ومنع عمر من قسمة السواد ما بين حلوان والقادسية فأقره حبسا واشترى جرير بعضه بشاطئ الفرات فرد عمر الشراء (ولما) رجع هاشم من جلولاء إلى المدائن بلغهم ان أدين بن الهرامون جمع جمعا وجاء بهم إلى السهل فبعث إليه ضرار بن الخطاب في جيش فلقيهم بما سبدان فهزمهم وأسر أدين فقتله وانتهى في طلبهم إلى النهروان وفتح ما سبدان عنوة ورد إليها أهلها ونزل بها فكانت أحد فروج الكوفة وقيل كان فتحها بعد نهاوند والله سبحانه أعلم * (ولاية عتبة بن غزوان على البصرة) * كان عمر عندما بعث المثنى إلى الحيرة بعث قطبة بن قتادة السدوسي إلى البصرة فكان يغير بتلك الناحية ثم استمد عمر فبعث إليه شريح بن عامر بن سعد بن بكر فأقبل إلى البصرة ومضى إلى الأهواز ولقيه مسلحة الأعاجم فقتلوه فبعث عمر عتبة بن غزوان واليا على تلك الناحية وكتب إلى العلاء بن الحضرمي أن يمده بعرفجة بن هرثمة وأمره أن يقيم بالتخوم بين أرض العرب وأرض العجم فانتهى إلى حيال الجسر وبلغ صاحب الفرات خبرهم فأقبل في أربعة آلاف وعتبة في خمسمائة والتقوا فقتلوا الأعاجم أجمعين وأسروا صاحب الفرات ثم نزل البصرة في ربيع سنة أربع عشرة وقيل أن البصرة بصرت سنة ست عشرة بعد جلولاء وتكريت أرسل سعد إليها عتبة فأقام بها شهرا وخرج إليه أهل الأبلة وكانت مرفأ للسفن من الصين فهزمهم عتبة وأحجرهم في المدينة ورجع إلى عسكره ورعب الفرس فخرجوا عن الأبلة وحملوا ما خف وادخلوا المدينة وعبروا النهر ودخلها المسلمون فغنموا ما فيها واقتسموه ثم اختط البصرة وبدأ بالمسجد فبناه بالقصب وجمع لهم أهل دست ميان فلقيهم عتبة فهزمهم وأخذ مرزبانها أسيرا وأخذ قتادة منطقته فبعث بها إلى عمر وسأل عنهم فقيل له انثالت عليهم الدنيا فهم يهيلون الذهب والفضة فرغب الناس في البصرة وأتوها ثم سار عتبة إلى عمر بعد أن بعث مجاشع بن مسعود في جيش إلى الفرات واستخلف المغيرة بن شعبة على الصلاة إلى قدوم مجاشع وجاء الف بيكان من عظماء الفرس إلى المسلمين ولقيهم المغيرة بن شعبة بالمرغاب وبينما هم في القتال إذ لحق بهم النساء وقد اتخذن خمرهن رايات فانهزم الأعاجم وكتبوا بالفتح إلى عمر فرد عتبة إلى عمله فمات في طريقه وقيل إن امارة عتبة كانت سنة خمس عشرة وقيل ست عشرة فوليها ستة أشهر واستعمل عمر بعده المغيرة بن شعبة سنتين فلما رمى بما رمى به عزله واستعمل أبا موسى وقيل استعمل بعد عتبة أبا سبرة وبعده المغيرة
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»