تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ١٦٠
موسى من القصر وجاءه أبو موسى فصاح به الأشتر أخرج لا أم لك وأجله تلك العشية ودخل الناس لينهبوا متاعه فمنعهم الأشتر ونفر الناس مع الحسن كما قلنا وكان الأمراء على أهل النفير على كنانة وأسد وتميم والرباب ومزينة معقل بن يسار الرياحي وعلى قبائل قيس سعد بن مسعود الثقفي عم المختار وعلى بكر وتغلب وعلة بن مجدوح الذهلي وعلى مذحج والأشعريين حجر بن عدى وعلى بجيلة وأنمار وخثعم والأزد محنف بن سليم الأزدي ورؤساء الجماعة من الكوفيين القعقاع بن عمرو وسعد بن مالك وهند بن عمرو والهيثم بن شهاب ورؤساء النفار زيد بن صوحان والأشتر وعدي بن حاتم والمسيب بن نجبة ويزيد بن قيس وأمثالهم فقدموا على على بذي قار فركب إليهم ورحب بهم وقال يا أهل الكوفة دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة فان يرجعوا فهو الذي نريد وان يلحوا داويناهم بالرفق حتى يبدؤونا بالطلم ولا ندع أمرا فيه الصلاح الا آثرناه على ما فيه الفساد ان شاء الله فاجتمع الناس عنده بذي قار وعبد القيس بأسرها وهم ألوف ينتظرونه ما بينه وبين البصرة ثم دعا القعقاع وكان من الصحابة فأرسله إلى أهل البصرة وقال الق هذين الرجلين فادعهما للألفة والجماعة وعظم عليهما الفرقة وقال له كيف تصنع إذا قالوا ما لا وصاة منى فيه عندك قال نلقاهم بالذي أمرت به فإذا جاء منهم ما ليس عندنا منك رأى فيه اجتهدنا رأينا وكلمناهم كما نسمع ونرى أنه ينبغي قال أنت لها فخرج القعقاع فقدم البصرة وبدأ بعائشة وقال أي أمه ما أشخصك قالت أريد الاصلاح بين الناس قال فابعثي إلى طلحة والزبير تسمعي منى ومنهما فبعثت إليهما فجاءا فقال لهما انى سألت أم المؤمنين ما أقدمها فقالت الاصلاح وكذلك قالا قال فأخبراني ما هو قالا قتلة عثمان فان تركهم ترك للقرآن قال فقد قتلتم منهم ستمائة من أهل البصرة وغضب لهم ستة آلاف واعتزلوكم وطلبتم حرقوص بن زهير فمنعه ستة آلاف فان قاتلتم هؤلاء كلهم اجتمعت مضر وربيعة على حربكم فأين الاصلاح قالت عائشة فماذا تقول أنت قال هذا الامر دواؤه التسكين وإذا سكن اختلجوا فأثروا العافية ترزقوها وكونوا مفاتيح خير ولا تعرضونا للبلاء فنتعرض له ويصرعنا وإياكم فقالوا قد أصبت وأحسنت فارجع فان قدم على وهو على مثل رأيك صلح هذا الامر فرجع وأخبر عليا فأعجبه وأشرف القوم على الصلح وقد كانت وفود أهل البصرة أقبلوا إلى على قبل رجوع القعقاع وتفاوضوا مع أهل الكوفة واتفقوا جميعا على الاصلاح ثم خطب على الناس وأمرهم بالرحيل من الغد وأن لا يرحل معه أحد ممن أعان على عثمان فاجتمع من أهل مصر ابن السوداء وخالد بن ملجم والأشتر والذين رضوا بمن سار إليه مثل علباء بن الهيثم وعدي بن حاتم وسالم بن ثعلبة القيسي وشريح بن أو في وتشاوروا فيما قال على وقالوا هو أبصر
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»