قد أحيط به وأن يسرح سهيل بن عدى إلى الرقة فان أهل الجزيرة هم الذين استدعوا الروم إلى حمص وأن يسرح عبد الله بن عتبان إلى نصيبين ثم يقصد حران والرها وأن يسرح الوليد بن عقبة إلى عرب الجزيرة من ربيعة وتنوخ وأن يكون عياض بن غنم على أمراء الجزيرة هؤلاء ان كانت حرب فمضى القعقاع من يومه في أربعة آلاف إلى حمص وسار عياض بن غنم وأمراء الجزيرة كل أمير إلى كورته وخرج عمر من المدينة فأتى الجابية يريد حمص مغيثا لابي عبيدة ولما سمع أهل الجزيرة خبر الجنود فارقوا هرقل ورجعوا إلى بلادهم وزحف أبو عبيدة إلى الروم فانهزموا وقدم القعقاع من العراق بعد الوقعة بثلاث وكتبوا إلى عمر بالفتح فكتب إليهم أن أشركوا أهل العرب في الغنيمة وسار عياض بن غنم إلى الجزيرة وبعث سهيل بن عدى إلى الرقة عند ما انقبضوا عن هرقل فنهضوا معه الا إياد بن نزار فإنهم دخلوا أرض الروم ثم بعث عياض بن سهيل وعبد الله يضمهما إليه وسار بالناس إلى حران فأجابوه إلى الجزية ثم سرح سهيلا وعبد الله إلى الرها فأجابوا إلى الجزية وكمل فتح الجزيرة وكتب أبو عبيدة إلى عمر لما رجع من الجابية وانصرف معه خالد أن يضم إليه عياض بن غنم مكانه ففعل وولى حبيب بن مسلمة على عجم الجزيرة وحربها والوليد بن عقبة على عربها (ولما) بلغ عمر دخول إياد إلى بلاد الروم كتب إلى هرقل بلغني أن حيا من أحياء العرب تركوا دارنا وأتوا دارك فوالله لتخرجنهم أو لنخرجن النصارى إليك فأخرجهم هرقل وتفرق منهم أربعة آلاف فيما يلي الشام والجزيرة وأبى الوليد بن عقبة أن يقبل منهم الا الاسلام فكتب إليه عمر انما ذلك في جزيرة العرب إلى تل التي فيها مكة والمدينة واليمن فدعهم على أن لا ينصروا وليدا ولا يمنعوا أحدا منهم من الاسلام ثم وفدوا إلى عمر في أن يضع عنهم اسم الجزية فجعلها الصدقة مضاعفة ثم عزل الوليد عنهم لسطوته وعزتهم وأمر عليهم فرات بن حيان وهند بن عمر الجملي وقال ابن إسحاق ان فتح الجزيرة كان سنة تسع عشرة وان سعدا بعث إليها الجند مع عياض بن غنم وفيهم ابنه عمر مع عياض بن غنم ففتح عمر مع عياض الرها وصالحت حران وافتتح أبو موسى نصيبين وبعث عثمان بن أبي العاصي إلى أرمينية فصالحوه على الجزية ثم كان فتح قيسارية من فلسطين فتكون الجزيرة على هذا من فتوح أهل العراق والأكثر أنها من فتوح أهل الشام وان أبا عبيدة سير عياض بن غنم إليها وقيل بل استخلفه لما توفى فولاه عمر على حمص وقنسرين والجزيرة فسار إليها سنة ثمان عشرة في خمسة آلاف فانتهت طائفة إلى الرقة فحاصروها حتى صالحوه على الجزية والخراج على الفلاحين ثم سار إلى حران فجهز عليها صفوان بن المعطل وحبيب بن مسلمة وسار هو
(١٠٨)