تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ١٠٩
إلى الرها فحاصرها حتى صالحوه ثم رجع إلى حران وصالحهم كذلك ثم فتح سميساط وسروج ورأس كيفا فصالحوه على منبج كذلك ثم آمد ثم ميا فارقين ثم كفرتوثا ثم نصيبين ثم ماردين ثم الموصل وفتح أحد حصنيها ثم سار إلى ارزن الروم ففتحها ودخل الدرب إلى بدليس ثم خلاط فصالحوه وانتهى إلى أطراف أرمينية ثم عاد إلى الرقة ومضى إلى حمص فمات واستعمل عمر عمير بن سعد الأنصاري ففتح رأس عين وقيل إن عياضا هو الذي أرسله وقيل إن أبا موسى الأشعري هو الذي افتتح رأس عين بعد وفاة عياض بولاية عمر وقبل ان خالدا حضر فتح الجزيرة مع عياض ودخل الحمام بآمد فأطلى بشئ فيه خمر وقيل لم يسر خالد تحت لواء أحد بعد أبي عبيدة (ولما) فتح عياض سميساط بعث حبيب بن مسلمة إلى ملطية ففتحها عنوة أيضا ورتب فيها الجند وولى عليها ولما أدرب عياض بن غنم من الجابية فرجع عمر إلى المدينة سنة سبع عشرة وعلى حمص أبو عبيدة وعلى قنسرين خالد بن الوليد من تحته وعلى دمشق يزيد وعلى الأردن معاوية وعلى فلسطين علقمة بن مجزز وعلى السواحل عبد الله بن قيس وشاع في الناس ما أصاب خالد مع عياض بن غنم من الأموال فانتجعه رجال منهم الأشعث بن قيس وأجازه بعشرة آلاف وبلغ ذلك عمر مع ما بلغه في آمد من تدلكه بالخمر فكتب إلى أبي عبيدة أن يقيمه في المجلس وينزع عنه قلنسوته ويعقله بعمامته ويسأله من أين أجاز الأشعث فإن كان من ماله فقد أسرف فاعزله واضمم إليك عمله فاستدعاه أبو عبيدة وجمع الناس وجلس على المنبر وسأل البريد خالدا فلم يجبه فقام بلال وأنفذ فيه أمر عمر وسأله فقال من مالي فأطلقه وأعاد قلنسوته وعمامته ثم استدعاه عمر فقال من أين هذا الثراء قال من الأنفال والسهمان وما زاد على ستين ألفا فهو لك فجمع ماله فزاد عشرين فجعلها في بيت المال ثم استصلحه وفى سنة سبع عشرة هده اعتمر عمر ووسع في المسجد وأقام بمكة عشرين ليلة وهدم على من بنت أبي البيع دورهم لذلك وكانت العمارة في رجب وتولاها مخرمة بن نوفل والأزهر بن عبد عوف وحويطب بن عبد العزى وسعيد بن يربوع واستأذنه أهل المياه أن يبنوا المنازل بين مكة والمدينة فأذن لهم على شرط أن ابن السبيل أحق بالظل والماء * (غزو فارس من البحرين وعزل العلاء عن البصرة ثم المغيرة وولاية بنت أبي موسى) * كان العلاء بن الحضرمي على البحرين أيام بنت أبي بكر ثم عزله عمر بقدامة بن مظعون ثم أعاده وكان العلاء يناوي سعد بن أبي وقاص ووقع له في قتال أهل الردة ما وقع فلما ظفر سعد بالقادسية كانت أعظم من فعل العلاء فأراد أن يؤثر في الفرس شيئا فندب الناس إلى فارس وأجابوه وفرقهم أجنادا بين الجارود بن المعلى والسوار بن همام وخليد بن
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»