تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٧٥
التي تنصب إليها عيون النيل وعمر بلاد الواحات وحول إليها جمعا من أهل بيته ثم ملك من بعده عديم بن البودشير ثم ابنه شدات بن عديم ثم ابنه منذوش بن شدات وجدد مدينة عين شمس وكان لهم في السحر آثار عجيبة ثم ملك بعده ابنه مقلاوش بن مقناوش وعبد البقر وصورها من الذهب ثم هلك وخلف ابنه مرقيش فغلب عليه عمه أشمون بن قبط وبنى مدينة الأشمون وملك بعده ابنه أشاد بن أشمون ثم من بعده عمه صا بن قبط وبنى مدينة باسمه وملك بعده ابنه ندراس وكان حكيما وهو الذي بنى هيكل الزهرة الذي هدمه بختنصر وملك بعده ابنه ماليق بن ندراس فرفض الصابئة ودان بالتوحيد ودوخ بلاد البربر والأندلس وحارب الإفرنج وملك بعده ابنه حربيا ابن ماليق فرجع عن التوحيد إلى الصابئة وغزا بلاد الهند والسودان والشأم وملك بعده ابنه كلكى بن حربيا وهو الذي تسميه القبط حكيم الملوك واتخذ هيكل زحل وعهد إلى أخيه ماليا بن حربيا واشتغل باللهو فقتله ابنه خرطيش وكان سفاكا للدماء والقبط تزعم انه فرعون الخليل عليه السلام وانه أول الفراعنة ولما تعدى بالقتل إلى أقاربه سمته ابنته حوريا وملكت القبط من بعده فنازعها ابراحس من ولد عمها أتريب وحاربته فكان لها الغلب وانهزم ابراحس إلى الشأم فاستظهر بالكنعانيين وبعث ملكهم قائده جيرون فلما قرب مصر استقبلته حوريا وأطمعته في زواجها على أن يقتل ابراحس ويبنى مدينة الإسكندرية ففعل ثم قتلته آخرا مسموما واستقام لها الامر وبنت منارة الإسكندرية وعهدت بأمرها لدليقية ابنة عمها باقوم فخرج عليها ايمين من نسل اتريب طالبا بنار قريبه ابراحس ولحق بملك العمالقة يومئذ وهو الوليد ابن دومع الذي ذكرناه عند ذكر العمالقة فاستنصر به وجاء معه وملك ديار مصر واستبد بالقبط نقراوس فاشتغل باللذات واستكفى من بنيه اطفير وهو العزيز فكفاه وقام بأمره ودبر له يوسف الفيوم بالوحي والهندسة وكانت أرضها مغايض للماء فأخرجه وعمر القرى مكانه على عدد أيام السنة فجعله على خزائنه وملك بعده دارم بن الريان وسمته القبط ويموص وكان يوسف مدبر أمره بوصية أبيه ومات لعهده فأساء السيرة وهلك غريقا في النيل وملك بعده ابنه معدانوس بن دارم فترهب واستخلف ابنه كاشم فاستعبد بنى إسرائيل للقبط وقتله حاجبه ونصب بعده ابنه لاطش فاشتغل باللهو فخلعه ونصب آخر من نسل ندراس اسمه لهوب فتجبر وتذكر القبط انه فرعون موسى عليه السلام وأهل الأثر يقولون انه الوليد بن مصعب وأنه كان نجارا تقلب حاله إلى عرافة الحرس ثم تطور إلى الوزارة ثم إلى الاستبداد وهذا بعيد لما قدمناه في الكتاب الأول وقال المسعودي بل كان فرعون موسى من الأقباط ثم هلك فرعون
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 74 75 76 77 78 81 82 ... » »»