واستعمل فيها بختنصر من ملوكها ثم انتقض عليه بالجزا والطاعة وغزا بنى إسرائيل ببيت المقدس فاقتحمها عليهم بعد الحصار وأثخن فيهم بالقتل والأسر وقتل ملكهم وخرب مسجدهم وتجاوزهم إلى مصر فملكها ولما هلك بختنصر ملك من بعده فيما ذكروه ابنه نشبت نصر ثم من بعده بنيصر وغزاه ارتاق مرزبان كسرى من ملوك الكينية فقتله وملك بابل وأعمالها وصار النبط والجرامقة رعية للفرس وانقرضت دولة النمارذة ببابل هكذا ذكر ابن سعيد ونقله عن داهر مؤرخ دولة الفرس وجعل السريانيين والنبط أمة واحدة وهما دولة واحدة وأما المسعودي فجعلهما دولتين وأما السريانيون فقال هم أول ملوك الأرض بعد الطوفان وسمى من ملوكهم تسعة متعاقبين في مائة سنة أو فوقها بأسماء أعجمية لا فائدة في نقلها لقلة الوثوق بالأصول التي بأيدينا من كتبه وكثرة التغيير في الأسماء الأعجمية نعم ذكر ان شوشان بشينين معجمتين وأنه أول من وضع التاج على رأسه والرابع منهم انه الذي كور الكور ومدن المدن وان ملك الهند لعهده كان اسمه رتبيل وانه على ملكه واستولى على السريانيين وأن بعض ملوك المغرب ظاهرهم عليه وانتزع لهم ملكهم منه ورده عليهم وسمى الثامن منهم ماروت وأشار في آخر كلامه إلى أنهم كانوا مستولين على بابل وعلى الموصل وأن ملوك اليمن ربما غلبوهم على أمرهم بعض الأحيان وذكر في التاسع أنه كان غير مستقل بأمره وان أخاه كان مقاسمه في سلطانه وان أول من اتخذ الخمر فلان وأول من ملك فلان وأول من لعب بالصقور والشطرنج فلان مزاعم كلها بعيدة من الصحة انما وجهه أن السريانيين لما كانوا أقدم في الخليقة نسب إليهم كل قديم من الأشياء أو طبيعي كالخط واللغة والسحر والله أعلم (وأما النبط) فعند المسعودي انهم من أهل بابل لقوله في ترجمتهم ذكر ملوك بابل والنبط وغيرهم المعروفين بالكلدانيين وذكر أن أو لهم نمروذ الجبار ونسبه إلى ماش بن ارم بن سام وذكر أنه الذي بنى الصرح ببابل واحتفر نهر الكوفة ونسب النمروذ في موضع آخر إلى كوش بن حام لا أدرى هو أو غيره ثم عد ملوكهم بعد النمروذ ستا وأربعين أو نحوها في ألف وأربعمائة من السنين بأسماء أعجمية متعذر ضبطها فتركت نقلها إلا أنه ذكر في الموفي منهم عدد العشرين وبعد التسعمائة من سنيهم انه الذي غزت فارس لعهدة مدينة بابل وذكر في الموفى عدد ثلاثة وثلاثين منهم وعند الألف والأربعمائة من سنيهم انه سنجاريف الذي حارب بنى إسرائيل وحاصرهم ببيت المقدس حتى أخذ الجزية منهم وان آخر ملوكهم دارينوش وهو دارا الذي قتله الإسكندر لما ملك بابل هذا ما ذكره المسعودي ولم يذكر منهم نمروذ الخليل عليه السلام وذكر ان مدينتهم بابل وان الذي اختطها اسمه نيزو اسم امرأته شمر أم ملوك
(٧٠)