تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٨٨
يسمون جاسم وكان اسم ملكهم الارم بن الأرقم وكان أوصاهم أن لا يستبقوا منهم من بلغ الحلم فلما ظهروا على العمالقة وقتلوا الأرقم استبقوا ابنه وضنوا به عن القتل لوضاءته ولما رجعوا من بعد الفتح وبخهم إخوانهم ومنعوهم دخول الشأم وأرجعوهم إلى الحجاز وما تملكوا من أرض يثرب فنزلوها واستتم لهم فتح في نواحيها ومن بقاياهم يهود خيبر وقريظة والنضير قال ابن إسحاق قريظة والنضير والتحام وعمرو هو هزل من الخزرج وقال ابن الصريح من التومان بن السبط بن اليسع بن سعد ابن لاوي ابن؟؟ ابن النمام بن يتحوم ابن عازر بن عزر بن هارون عليه السلام واليهود لا يعرفون هذه القصة وبعضهم يقول كان ذلك لعهد طالوت والله أعلم [الخبر عن حكام بنى إسرائيل بعد يوشع إلى أن صار أمرهم إلى الملك وملك عليهم طالوت] ولما قبض يوشع صلوات الله عليه بعد استكمال الفتح وتمهيد الامر ضيع بنو إسرائيل الشريعة وما أوصاهم به وحذرهم من خلافه فاستطالت عليهم الأمم الذين كانوا بالشأم وطمعوا فيهم من كل ناحية وكان أمرهم شورى فيختارون للحكم في عامتهم من شاؤا ويدفعون للحرب من يقوم بها من أسباطهم ولهم الخيار مع ذلك على من يلي شيئا من أمرهم وتارة يكون نبيا يدبرهم بالوحي وأقاموا على ذلك نحوا من ثلثمائة سنة لم يكن لهم فيها ملك مستفحل والملوك تناوشهم من كل جهة إلى أن طلبوا من نبيهم شمويل أن يبعث عليهم ملكا فكان طالوت ومن بعده داود فاستفحل ملكهم يومئذ وقهروا أعداءهم على ما يأتي ذكره بعد وتسمى هذه المدة بين يوشع وطالوت مدة الحكام ومدة الشيوخ وأنا الآن أذكر من كان فيها من الحكام على التتابع معتمدا على الصحيح منه على ما وقع في كتاب الطبري والمسعودي ومقابلا به ما نقله صاحب حماة من بنى أيوب في تاريخه عن سفر الحكام والملوك من الإسرائيليات وما نقله أيضا هروشيوش مؤرخ الروم في كتابه الذي ترجمه للحكم المستنصر من بنى أمية قاضي النصارى وترجمانهم بقرطبة وقاسم بن أصبغ قالوا كلهم لما فتح يوشع مدينة أريحاء سار إلى نابلس فملكها ودفن هنا لك شلو يوسف عليه السلام وكانوا حملوه معهم عند خروجهم من مصر وقد ذكرنا أنه كان أوصى بذلك عند موته وقال الطبري انه بعد فتح أريحاء نهض إلى بلد عاى من ملوك كنعان فقتل الملك وأحرق المدينة وتلقاه خيقون ملك عمان وبارق ملك أورشليم بالجزى واستذموا بأمانه فأمنهم وزحف إلى خيقون ملك الارمانيين من نواحي دمشق فاستنجد بيوشع فهزم يوشع ملك الأرمن إلى حوران واستلحمهم وصلب ملوكهم وتتبع سائر الملوك بالشأم فاستباح منهم أحدا وثلاثين ملكا وملك
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»