ملك الحميريين بعد مهلك ابن ذي يزن وأهل بيته إلى الفرس وورثوا ملك العرب وسلطان حمير باليمن بعد أن كانوا يزاحمونهم بالمناكب في عراقهم ويجوسونهم بالغزو خلال ديارهم ولم يبق للعرب في الملك رسم ولا طلل الا أقيالا من حمير وقحطان رؤساء في أحيائهم بالبدو لا تعرف لهم طاعة ولا ينفذ لهم في غير ذاتهم أمر الا ما كان لكهلان إخوتهم بأرض العرب من ملك آل المنذر من لخم على الحيرة والعراق بتولية فارس وملك آل جفنة من غسان على الشأم بتولية آل قيصر كما يأتي في أخبارهم (وقال الطبري) لما كانت اليمن لكسرى بعث إلى سرنديب من الهند قائدا من قواده ركب إليها البحر في جند كثيف فقتل ملكها واستولى عليها وحمل إلى كسرى منها أموالا عظيمة وجواهر وكان وهزر يبعث العير إلى كسرى بالأموال والطيوب فتمر على طريق البحرين تارة وعلى أرض الحجاز أخرى وعدا بنو تميم في بعض الأيام على عيره بطريق البحرين فكتب إلى عامله بالانتقام منهم فقتل منهم خلقا كما يأتي في أخبار كسرى وعدا بنو كنانة على عيره بطريق الحجاز حين مرت بهم وكانت في جوار رجل من أشراف العرب من قيس فكانت حرب الفجار بين قيس وكنانة بسبب ذلك وشهدها النبي صلى الله عليه وسلم وكان ينبل فيها على أعمامه أي يجمع لهم النبل قال الطبري ولما هلك وهزر امر كسرى من بعده على اليمن ابنه المرزبان ثم هلك فامر حافده خرخسرو بن التيجان بن المرزبان ثم سخط عليه وحمل إليه مقيدا ثم أجاره ابن كسرى وخلى سبيله فعزله كسرى وولى باذان فلم يزل إلى أن كانت البعثة وأسلم باذان وفشا الاسلام باليمن كما نذكره عند ذكر الهجرة وأخبار الاسلام باليمن هذا آخر الخبر عن ملوك التبابعة من اليمن ومن ملك بعدهم من الفرس وكان عدد ملوكهم فيما قال المسعودي سبعة وثلاثين ملكا في مدة ثلاثة آلاف ومائتي سنة الا عشرا وقيل أقل من ذلك فكانوا ينزلون مدينة ظفار قال السهيلي زمار وظفار اسمان لمدينة واحدة يقال بناها مالك بن أبرهة وهو الأملوك ويسمى مالك وهو ابن ذي المنار وكان على بابها مكتوب بالقلم الأول في حجر أسود يوم شيدت ظفار فقيل لمن * أنت فقالت لخير الأخيار - ثم سيلت من بعد ذلك قالت * ان ملكي أحابش الأشرار - ثم سيلت بعد من ذلك قالت * ان ملكي لفارس الأحرار - ثم سيلت من بعد ذلك قالت * ان ملكي لقريش التجار - ثم سيلت من بعد ذلك قالت * ان ملكي لخير سنجار - وقليلا ما يلبث القوم فيها * غير تشييدها لحامي البوار - من أسود يلقيهم البحر فيها * تشعل النار في أعالي الجدار -
(٦٥)