الحبشة وبعث ولده إلى العراق وكتب إلى سابور الاشعانى فأسكنهم الحيرة وكثرت الخوارج باليمن فاجتمعت حمير على أن تكون لابي كرب أسعد بن عدى بن صيفي فخرج من ظفار وغلب ملوك الطوائف باليمن ودوخ جزيرة العرب وحاصر الأوس والخزرج بالمدينة وحمل حمير على اليهودية وطالت مدته وقتلته حمير وملك بعده ابنه حسان الذي أباد طسما ثم قتله أخوه عمرو بمداخلة حمير وهلك عمرو فملك بعده أخوه لأبيه عبد كلال ابن منوب وفي أيامه خلع سابور أكتاف العرب وملك بعده تبع بن حسان وهو الذي بعث ابن أخيه الحرث بن عمرو الكندي إلى أرض بنى معد بن عدنان بالحجار فملك عليهم وملك بعده مرثد بن عبد كلال ثم ابنه وليعة وكثرت الخوارج عليه وغلب أبرهة ابن الصباح على تهامة اليمن وكان في ظفار دار التبابعة حسان بن عمرو بن أبي كرب ثم وثب بعده على ظفار ذو شناتر وقتله ذو نواس كما مر هذا ترتيب ابن سعيد في ملوكهم وعند المسعودي أنه لما هلك كليكرب بن تبع المعروف بالأقرن قال وهو الذي سار قومه نحو خراسان والصغد والصين وولى بعده حسان بن تبع فاستقام له الامر خمسا وعشرين سنة ثم قتله أخوه عمرو بن تبع وملك أربعا وستين سنة ثم تبع أبو كرب وهو الذي غزا يثرب وكسا الكعبة بعد أن أراد هدمها ومنعه الحبران من اليهود وتهود وملك مائة سنة ثم بعده عمرو بن تبع أبى كرب وخلع وملكوا مرثد بن عبد كلال واتصلت الفتن باليمن أربعين سنة ومن بعده وليعة بن مرثد تسعا وثلاثين سنة ومن بعده أبرهة بن الصباح بن وليعة بن مرثد ويدعى شيبة الحمد ثلاثا وتسعين سنة وكانت له سير وقصص ومن بعده عمرو ذو قيفان تسع عشر سنة ومن بعده لخيتعة ذو شناتر ومن بعده ذو نواس وأما ابن الكلبي والطبري وابن حزم فعندهم أن تبع أسعد أبى كرب هو ابن كليكرب ابن زيد الأقرن ابن عمرو بن ذي الأذعار بن أبرهة ذي المنار الرايش بن قيس بن صيفي بن سبا الأصغر وقال السهيلي انه أسقط أسماء كثيرة وملوكا وقال ابن الكلبي وابن حزم ومن ملوك التبابعة افريقش بن صيفي ومنهم شمر يرعش بن ياسر ينعم بن عمرو ذي الأذعار ومنهم بلقيس ابنة اليشرح بن ذي جدن بن ليشرح بن الحرث الرايش بن قيس بن صيفي ثم قال ابن حزم بعد ذكر هؤلاء من التبابعة وفى أنسابهم اختلاف وتخليط وتقديم وتأخير ونقصان وزيادة ولا يصح من كتب أخبار التبابعة وأنسابهم الا طرف يسير لاختلاف رواتهم وبعد العهد اه وقال الطبري لم يكن لملوك اليمن نظام وانما كان الرئيس منهم يكون ملكا على مخلافه لا يتجاوزه وان تجاوز بعضهم عن مخلافه بمسافة يسيرة من غير أن يرث ذلك الملك عن آبائه ولا يرثه أبناؤه عنه انما هو شأن
(٥٨)