النجاشي لذلك ثم أرضاه واستبد أبرهة بملك اليمن ويقال ان الحبشة لما ملكوا اليمن أمر أبرهة بن الصباح وأقاموا في خدمته قاله ابن سلام وقيل إن ملك حمير لما انقرض أمر التبابعة صار متفرقا في الأذواء من ولد زيد الجمهور وقام بملك اليمن منهم ذو يزن من ولد مالك بن زيد قال ابن حزم واسمه علس بن زيد بن الحرث بن زيد الجمهور وقال ابن الكلبي وأبو الفرج الأصبهاني هو علس بن الحرث بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدى بن مالك بن زيد الجمهور قالوا كلهم ولما ملك ذو يزن بعد مهلك ذي نواس واستبد أمر الحبشة على أهل اليمن طالبوهم بدم النصارى الذين في أهل نجران فساروا إليه وعليهم أرباط ولقيهم فيمن معه فانهزم واعترض البحر فأقحم فرسه وغرق فهلك بعد ذي نواس وولى ابنه مرثد بن ذي يزن مكانه وهو الذي استجاشه امرؤ القيس على بنى أسد وكان من عقب ذي يزن أيضا من هؤلاء الا ذوا علقمة ذو قيفال ابن شراحيل بن ذي يزن وملك مدينة الهون فقتله أهلها من همدان اه ولما استقر أبرهة في ملك اليمن أساء السير في حمير ورؤسائهم وبعث في ريحانة بنت علقمة بن مالك بن زيد بن كهلان فانتزعها من زوجها أبى مرة ابن ذي يزن وقد كانت ولدت منه ابنه معد يكرب وهرب أبو مرة ولحق بأطراف اليمن واصطفى أبرهة ريحانة فولدت له مسروق بن أبرهة وأخته بسباسة وكان لإبرهة غلام يسمى عمددة وكان قد ولاه الكثير من أمره فكان يفعل الأفاعيل حتى عدا عليه رجل من حمير أو خثعم فقتله وكان حليما فأهدر دمه * (غزو الحبشة الكعبة) * ثم إن أبرهة بنى كنيسة بصنعاء تسمى القليس لم ير مثلها وكتب إلى النجاشي بذلك وإلى قيصر في الصناع والرخام والفسيفسا وقال لست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب وتحدث العرب بذلك فغضب رجل من السادة أحد بنى فقيم ثم أحد بنى مالك وخرج حتى أتى القليس فقعد فيها ولحق بأرضه وبلغ أبرهة وقيل له الرجل من البيت الذي يحج إليه العرب فحلف ليسيرن إليه يهدمه ثم بعث في الناس يدعوهم إلى حج القليس فضرب الداعي في بلاد كنانة بسهم فقتل وأجمع أبرهة على غزو البيت وهدمه فخرج سائرا بالحبشة ومعه الفيل فلقيه ذو نفر الحميري وقاتله فهزمه وأسره واستبقاه دليلا في أرض العرب قال ابن إسحاق ولما مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب في رجال ثقيف فأتوه بالطاعة وبعثوا معه أبا رغال دليلا فأنزله المغمس بين الطائف ومكة فهلك هنا لك ورجمت العرب قبره من بعد ذلك قال جرير إذا مات الفرزدق فارجموه * كما ترمون قبر أبى رغال - ثم بعث أبرهة خيلا من الحبشة فانتهوا إلى مكة واستاقوا أموال أهلها وفيها مائتا بعير
(٦١)