تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٢٦٣
وقتلوهم الا أشلاء لحقت بقبائل العرب ودخلوا فيهم فانتسبوا إليهم (قال الطبري) حين سأله عمر عن النعمان قال كانت العرب تقول من اشلاء قنص بن معد وهم من ولد عجم ابن قنص إلا أن الناس صحفوا عجم وجعلوا مكانه لخم (قال ابن إسحاق) وأما سائر العرب فيقولون النعمان بن المنذر رجل من لخم ربى بين ولد ربيعة بن نصر اه‍ ولما هلك عمرو بن عدى ولى بعده على العرب وسائر من ببادية العراق والحجاز والجزيرة امرؤ القيس بن عمرو بن عدى ويقال له البدء وهو أول من تنصر من ملوك آل نصر وعمال الفرس وعاش فيما ذكر هشام بن الكلبي مائة وأربعة عشر سنة منها أيام سابور ثلاثا وعشرين سنة وأيام هرمز بن سابور سنة واحدة وأيام بهرام بن هرمز ثلاث سنين وأيام بهرام بن بهرام ثماني عشرة سنة ومن أيام سابور سبعون سنة وهلك لعهده فولى مكانه ابنه عمرو بن امرئ القيس البدء فأقام في ملكه ثلاثين سنة بقية أيام سابور بن سابور ثم ولى مكانه أوس بن قلام العمليقي فيما قال هشام بن محمد وهو من بنى عمرو بن عملاق فأقام في ولايته خمس سنين ثم سار به جحجبا بن عتيك بن لخم فقتله وولى مكانه ثم هلك في عهد بهرام بن سابور وولى من بعده امرؤ القيس بن عمرو خمسا وعشرين سنة وهلك أيام يزدجرد الأثيم فولى مكانه ابنه النعمان بن امرئ القيس وأمه شقيقة بنت ربيعة بن ذهل بن شيبان وهو صاحب الخورنق ويقال ان سبب بنائه إياه أن يزدجرد الأثيم دفع إليه ابنه بهرام جور ليربيه وأمره ببناء هذا الخورنق مسكنا له وأسكنه إياه ويقال ان الصانع الذي بناه كان اسمه سنمار وانه لما فرغ من بنائه ألقاه من أعلاه فمات من أجل محاورة وقعت اختلف الناس في نقلها والله أعلم بصحتها وذهب ذلك مثلا بين العرب في قبح الجزاء ووقع في أشعارهم منه كثير وكان النعمان هذا من أفحل ملوك آل نصر وكانت له سنانان إحداهما للعرب والأخرى للفرس وكان يغزو بهما بلاد العرب بالشأم ويدوخها وأقام في ملكه ثلاثين سنة ثم زهد وترك الملك ولبس المسوح وذهب فلم يوجد له أثر (قال الطبري) وأما العلماء بأخبار الفرس فيقولون ان الذي تولى تربية بهرام هو المنذر بن النعمان بن امرئ القيس دفعه إليه يزدجرد الأثيم لإشارة كانت عنده فيه من المنجمين فأحسن تربيته وتأديبه وجاءه بمن يلقنه الخلال من العلوم والآداب والفروسية والنقابة حتى اشتمل على ذلك كله بما رضيه ثم رده إلى أبيه فأقام عنده قليلا ولم يرض بحاله ووفد على أبيه وافد قيصر وهو أخوه قياودس فقصده بهرام أن يسأل له من أبيه الرجوع إلى بلاد العرب فرجع ونزل على المنذر ثم هلك يزدجرد فاجتمع أهل فارس وولوا عليهم شخصا من ولد أردشير وعدلوا عن بهرام لمرباه بين العرب وخلوه عن آداب العجم وجهز المنذر العساكر لبهرام لطلب ملكه وقدم ابنه النعمان فحاصر مدينة
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»