تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٢٧٥
يظفر منهم بشئ ورجعت عنه بكر وتغلب فسار إلى مؤثر الخير بن ذي جدن من ملوك حمير صريخا بنصره بخمسمائة رجل من حمير وبجمع من العرب سواهم وجمع المنذر لامرئ القيس ومن معه وأمده كسرى أنو شروان بجيش من الأساورة والتقوا فانهزم امرؤ القيس وفرت حمير ومن كان معه ونجا بدمه وما زال ينتقل في القبائل والمنذر في طلبه وسار إلى قيصر صريخا فأمده ثم سعى به الطماح عند قيصر أنه يشبب ببنته فبعث إليه بحلة مسمومة كان فيها هلاكه ودفن بأنقرة (قال الجرجاني) ولا يعلم لكندة بعد هؤلاء ملوك اجتمع لهم أمرها وأطيع فيها سوى انهم قد كان لهم رياسة ونباهة وفيهم سؤدد حتى كانت العرب تسميهم كندة الملوك وكانت الرياسة يوم جبلة على العساكر لهم فكان حسان بن عمرو بن الجور على تميم ومعاوية بن شرحبيل بن حصن على بنى عامر والجور هو معاوية بن حجر آكل المرار أخو الملك المقصور عمرو بن حجر والله وارث الأرض ومن عليها (وفي كتاب الأغاني) أن امرأ القيس لما سار إلى الشأم نزل على السموأل بن عاديا بالأبلق بعد ايقاعه ببني كنانة على أنهم بنو أسد وتفرق عنه أصحابه كراهية لفعله واحتاج إلى الهرب فطلبه المنذر بن ماء السماء وبعث في طلبه جموعا من أياد وبهرا وتنوخ وجيوشا من الأساورة أمده بهم أنو شروان وخذلته حمير وتفرقوا عنه فالتجأ إلى السموأل ومعه ادراع خمسة مسماة كانت لبنى آكل المرار يتوارثونها ومعه بنته هند وابن عمه يزيد بن الحرث بن معاوية بن الحرث ومال وسلاح كان بقي معه والربيع بن ضبع بن نزارة وأشار عليه الربيع بمدح السموأل فمدحه ونزل به فضرب لابنته قبة وأنزل القوم في مجلس له براح فمكثوا ما شاء الله وسأله امرؤ القيس أن يكتب له إلى الحرث بن أبي شمر يوصله إلى قيصر ففعل واستصحب رجلا يدله على الطريق وأودع ابنته وماله وأدراعه السموأل وخلف ابن عمه يزيد بن الحرث مع ابنته هند ونزل الحرث بن ظالم غازيا على الأبلق ويقال الحرث بن أبي شمر ويقال ابن المنذر وبعث الحرث بن ظالم ابنه يتصيد ويهدده بقتله فأبى من اخفار ذمته وقتل ابنه فضرب به المثل في الوفاء بذلك (وأما) نسب السموأل فقال ابن خليفة عن محمد بن سالم البيكندي عن الطوسي عن ابن حبيب انه السموأل بن عريض بن عاديا بن حيا ويقال ان الناس يدرجون عريضا في النسب ونسبه عمرو بن شبة ولم يذكر عريضا وقال عبد الله ابن سعد عن دارم بن عقال من ولد السموأل بن عاديا بن رفاعة بن ثعلبة بن كعب بن عمرو ابن عامر مزيقيا وهذا عندي محال لان الأعشى أدرك سريح بن السموأل وأدرك الاسلام وعمر ومزيقيا قديم لا يجوز أن يكون بينه وبين السموأل ثلاثة آباء ولا عشرة وقد قيل إنه أمه من غسان وكلهم قالوا هو صاحب الحصن المعروف بالأبلق بتيما
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 273 274 275 276 278 279 280 281 ... » »»