حسان إلى الصغد وأمرهما معا أن يدوخا أرض الصين وبعث ابن أخيه يعفر إلى الروم فحاصر القسطنطينية حتى أعطوا الطاعة والإتاوة وتقدم على رومة فحاصرها ثم أصابهم الطاعون ووهنوا له فوثب عليهم الروم فقتلوهم جميعا وتقدم شمر إلى سمرقند فحاصرها واستعمل الحيلة فيها فملكها ثم سار إلى الصين وهزم الترك ووجد أخاه حسان قد سبقه إلى الصين منذ ثلاث سنين فأقاما هنا لك احدى وعشرين سنة إلى أن هلك قال والصحيح المتفق عليه انهما رجعا إلى بلادهما بما غنماه من الأموال والذخائر وصنوف الجواهر والطيوب وسار تبع حتى قدم مكة ونزل شعب حجاز وكانت وفاته باليمن بعد أن ملك مائة وعشرين سنة ولم يخرج أحد بعده من ملوك اليمن غازيا ويقال انه دخل في دين اليهود للأحبار الذين خرجوا معه من يثرب (وأما بن إسحاق) فعنده أن الذي سار إلى المشرق من التبابعة تبع الأخير وهو تبان أسعد أبو كرب (قال هشام بن محمد) وولى أنو شروان بعد الحرث بن عمرو المنذر بن النعمان الذي أفلت يوم قتل أبوه ونزل الحيرة وأبوه هو النعمان الأكبر فلما قوى سلطان أنو شروان واشتد أمره بعث إلى المنذر فملكه الحيرة وما كان يليه الحرث بن عمرو آكل المرار فلم يزل كذلك حتى هلك (قال) وملك العرب من قبل الفرس بعد الأسود بن المنذر أخوه المنذر بن المنذر وأمه ماوية بنت النعمان سبع سنين ثم ملك بعده النعمان بن الأسود بن المنذر وأمه أم الملك أخت الحرت بن عمرو أربع سنين ثم استخلف أبو يعفر بن علقمة بن مالك بن عدى بن الذميل بن ثور بن أسد بن أربى بن نمارة بن لخم ثلاث سنين ثم ملك المنذر بن امرئ القيس وهو ذو القرنين لظفيرتين كانتا له من شعره وأمه ماء السماء بنت عوف بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عامر بن الضبيب بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط فملك تسعا وأربعين سنة ثم ملك ابنه عمرو بن المنذر وأمه هند بنت الحرث بن عمرو بن حجر آكل المرار ست عشرة سنة ولثمان سنين من ملكه كان عام الفيل الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ولى عمرو بن هند شقيقه قابوس أربع سنين سنة منها أيام أنو شروان وثلاثة أيام ابنه هرمز ثم ولى بعده أخوهما المنذر أربع سنين ثم ولى بعده النعمان بن المنذر وهو أبو قابوس اثنين وعشرين سنة منها ثمان سنين أيام هرمز وأربع عشرة أيام ابرويز وفي أيام النعمان هذا اضمحل ملك آل نصر بالجزيرة وعليه انقرض وهو الذي قتله كسرى ابرويز وأبدل منه في الولاية على الحيرة والعرب بإياس بن قبيصة الطائي ثم رد رياسة الحيرة لمرازبة فارس إلى أن جاء الاسلام وذهب ملك فارس وكان الذي دعا ابرويز إلى قتله سعاية زيد بن عدى العبادي فيه عند ابرويز بسبب أن النعمان قتل أباه عدى بن زيد وسياقة الخبر عن ذلك أن عدى بن زيد كان من تراجمة ابرويز وكان
(٢٦٥)