يا ى ط ح ز جرسي د ب اردوان بن يلاوش بن كسرى بن اردوان بن هرمز بن فيروز بن سابور بن أشك بن أشك ابن دارا الأكبر جور ج جور * (الطبقة الرابعة من الفرس وهم الساسانية والخبر عن ملوكهم الأكاسرة إلى حين الفتح الاسلامي) * هذه الدولة كانت من أعظم الدول في الخليقة وأشدها قوة وهي احدى الدولتين اللتين صبحهما الاسلام في العالم وهما دولة فارس والروم وكان مبدأ أمرها من توثب أردشير ابن بابك شاه ملك مرو وهو ساسان الأصغر ابن بابك بن سامان بن بابك بن هرمز بن ساسان الأكبر ابن كي بهمن وقد تقدم لنا ذكر كي بهمن وان ابنه ساسان غضب لما توج للملك أخوه دارا وهو في بطن أمه ولحق بجبال إصطخر فأقام هنا لك وتناسل ولده بها إلى أن كان ساسان الأصغر منهم فكان قيما على بيت النار لإصطخر وكان شجاعا وكانت امرأته من بيت ملك فولدت له ابنه بابك ووله لبابك أردشير وضبطه الدارقطني بالراء المهملة وكان على إصطخر يومئذ ملك من ملوك الطوائف وله عامل على دارا بجرد خصى اسمه سرى فلما أتت لأردشير سبع سنين جاء به جده ساسان إلى ملك إصطخر وسأله أن يضمه إلى عامل دارا بجرد الخصى يكفله إلى أن تتم تربيته ولما هلك عامل دارا بجرد فأقام بأمره فيها أردشير هذا وملكها وكان له علم من المنجمين بأن الملك سيصير إليه فوثب على كثير من ملوك الطوائف بأرض فارس فاستولى عليهم وكتب إلى أبيه بذلك ثم وثب على عامل إصطخر فغلبه على ما بيده وملك إصطخر وكثيرا من اعمال فارس وكان زعيم الطوائف يومئذ اردوان ملك الأشكانيين فكتب إليه يسأله أن يتوجه فعنفه وكتب إليه بالشخوص فامتنع وخرج بالعساكر من إصطخر وقدم موبذان رورين فتوجه ثم فتح كرمان وبها ملك من ملوك الطوائف وولى عليها ابنه وكتب إليه اردوان يتهدده وأمر ملك الأهواز من الطوائف أن يسير إليه فرجع مغلوبا ثم سار أردشير إلى أصبهان فقتل ملكها واستولى عليها ثم إلى الأهواز فقتل ملكها كذلك ثم زحف إليه اردوان عميد الطوائف فهزمه أردشير وقتله وملك همذان والجبل وآذربيجان وأرمينية والموصل ثم السودان وبنى مدينة على شاطئ دجلة شرقي المدائن ثم رجع إلى إصطخر ففتح سجستان ثم جرجان ثم مرو وبلخ وخوارزم إلى تخوم خراسان وبعث بكثير من الرؤس إلى بيت النيران ثم رجع إلى فارس ونزل صول وأطاعه ملك كوشان ومكران ثم ملك البحرين بعد أن حاصرها مدة والقى ملكها بنفسه في البحر ثم رجع فنزل المدائن وتوجه ابنه سابور ولم يزل مظفرا وقهر الملوك حوله وأثخن في الأرض ومدن المدن واستكثر العمارة وهلك لأربع عشرة سنة من ملكه بإصطخر بعد مقتل اردوان (وقال هشام بن الكلبي) قام
(١٦٩)