قال ابن العميد) في ترتيب هؤلاء الملوك الفرس من بعد كيرش إلى دارا آخرهم يقال إنه ملك من بعد كورش ابنه قمبوسيوس ثمانيا وقيل تسعا وقيل ثنتين وعشرين سنة وقيل إنه غزا مصر واستولى عليها وتسمى بختنصر الثاني وملك بعده أريوش بن كستاسب خمسا وعشرين سنة وهو أول الملوك الأربعة الذين عناهم دانيال بقوله ثلاث ملوك يقومون بفارس والرابع يكثر ماله ويعظم على من قبله فأولهم دارا بن كستاسف وهو مذكور في المجسطي والثاني دارا بن الأمة والثالث الذي قتله الإسكندر وقيل بل هو الرابع الذي عناه دانيال لأنه جعل أول الأربعة داريوش وأخشورش العادي وسركورش ورديفه في الملك ثم عد الثلاثة بعده وفي الثانية من ملكة داريوش بن كيستاسف لبابل تمت سبعون سنة لخراب القدس وفي الثالثة كمل بناء البيت ثم ملك بعد داريوش بن كيستاسف هذا أسمرديوس المجوسي سنة واحدة وقيل ثلاث عشرة سنة وسمى مجوسيا لظهور زرادشت بدين المجوسية في أيامه ثم ملك اخشويرش بن داريوش عشرين سنة وكان وزيره هامان العمليقي وقد مرت قصته مع الجارية من بنى إسرائيل ثم ملك من بعده ابنه ارطحشاشت بن اخشويرش ويلقب بطويل اليدين وكانت أمه من اليهود بنت أخت مردخاى وكانت حظية عند أبيه وعلى يدها تخلص اليهود من سعاية وزيره فيهم عنده وكان العزير في خدمته ولعشرين من دولته أمر بهدم أسوار القدس ثم رغب إليه العزير في تجديدها فبناها في ثنتي عشرة سنة قال ابن العميد عن المجسطي ان العزير هذا ويسمى عزراء هو الرابع عشر من الكهنونة من لدن هارون عليه السلام وأنه كتب لبنى إسرائيل التوراة وكتب الأنبياء من حفظه بعد عودهم من الجلاء الأول لان بختنصر كان أحرقها وقيل إن الذي كتب لهم ذلك هو يشوع بن أبو صادوق ثم ملك من بعده ارطحشاشت الثاني خمس سنين وقيل احدى وثلاثين وقيل ست عشرة وقيل شهرين ورجح ابن العميد الخمس لموافقتها سياقة التواريخ وكان لعهده أبقراط وسقراط في مدينة اشياش ولعهده كتب النواميس الاثنى عشر ثم ملك بعده صغريتوس ثلاث سنين وقيل سنة واحدة وقيل سبعة أشهر ولم يزل محنقا لمرض كان به إلى أن هلك ثم ملك من بعده دارا بن الأمة ويلقب الناكيش وقيل داريوش الياريوس ملك سبع عشر سنة وكان على عهده من حكماء يونان سقراط وفيثاغورس وأقليوس وفي الخامسة من دولته انتقض أهل مصر على يونان واستبدوا بملكهم بعد مائة وأربع وعشرين سنة كانوا فيها في ملكتهم ثم ملك من بعده ارطحشاشت بن أخي كورش داريوش احدى عشرة سنة وقيل ثنتين وعشرين سنة وقيل أربعين وقيل احدى وعشرين وكان لعهده ألياقيم الكوهن الذي داهن الكهنونية ستا وأربعين سنة ثم ملك من بعده ارطحشاشت
(١٦٦)