الأول فغلب على القضاعيين ثم زحف إلى مدينة بابل وعرض له دونها النهر الثاني بعد الفرات وهو نهر دجلة فاحتفر له الجداول وقسمه فيها ثم زحف إلى المدينة وتغلب عليها وهدمها ثم حارب السريانيين فهلك في حروبهم ببلاد شيت وولى ابنه قنبيشاش بن كيرش فثار منهم بأبيه وتخطاهم إلى أرض مصر فهدم أوثانهم ونقض شرائعهم فقتله السحرة وذلك لألف سنة من ابتداء دولتهم فولى أمر الفرس دارا وقتل السحرة بمصر ورد عمالة السريانيين إليهم ورجع بنى إسرائيل إلى الشأم في الثانية من أيامه وزحف إلى بلاد الروم الغريقيين طالبا ثار كيرش فلم يزل في حروبهم إلى أن هلك لثلاث وعشرين من دولته ثار عليه أحد قواده فقتله وولى بعده ابنه ارتشخار أربعين سنة وولى بعده ابنه دارا انوطو سبع عشرة سنة ثم ولى بعده ابنه ارتشخار بعد أن نازعه كيرش بن نوطو فقتله ارتشخار واستولى على الامر وسالم الروم الغريقيين ثم انتقضوا عليه واستعانوا بأهل مصر فطالت الحرب ثم اصطلحوا ووقعت الهدنة وهلك ارتشخار وذلك على عهد الإسكندر ملك اليونانيين وهو خال الإسكندر الأعظم وهلك لعهده فولى أبو الإسكندر الأعظم ببلد مقدونية وهو ملك فيلپش وهلك ارتشخار أوقس لست وعشرين من دولته وولى من بعده ابنه شخشار أربع سنين وفي أيامه ولى على مقدونية اليونانيين سائر الروم الغريقيين الإسكندر بن فيلپش ثم ولى بعده شخاردارا وعلى عهده تغلب الإسكندر على يهود بيت المقدس وعلى جميع الروم الغريقيين ثم حدثت الفتنة بينه وبين دارا وتزاحفوا مرات انهزم في كلها وكان لإسكندر الظهور عليه ومضى إلى الشأم ومصر فملكهما وبنى الإسكندرية وانصرف فلقيه دارا أنطوس فهزمه وغلب على ممالك الفرس واستولى على مدينتهم وخرج في اتباع دارا فوجده في بعض طريقه جريحا ولم يلبث أن هلك من تلك الجراحة فأظهر الإسكندر الحزن عليه وأمر بدفنه في مقابر الملوك وذلك لألف سنة ونحو من ثمانين سنة منذ ابتداء دولتهم كما قلناه انتهى كلام هروشيوش وقال السهيلي وجده مثخنا في المعركة فوضع رأسه على فخذه وقال يا سيد الناس لم أرد قتلك ولا رضيته فهل من حاجة فقال تتزوج ابنتي وتقتل قاتلي ففعل الإسكندر ذلك وانقرض أمر هذه الطبقة الثانية والبقاء لله وحده سبحانه وتعالى
(١٦٤)