تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ١٦٧
وتسمى أخوش ويقال أو غش عشرين سنة وقيل خمسا وعشرين وقيل تسعا وعشرين وزحف إلى مصر فملكها وهرب منها فرعون ساناق إلى مقدونية واسمه قصطرا وبنى ارطحشاشت قصر الشمع وجعل فيه هيكلا وهو الذي حاصره عمرو بن العاصي وملكه ثم ملك من بعده ابنه أرشيش بن أرطحشاشت وقيل اسمه فارس أربع سنين وقيل احدى عشرة وكان لعهده من حكماء يونان بقراط وإفلاطون ودمقراطس ولعهده قتل بقراط على القول بالتناسخ وقيل لم يكن مذهبه وانما ألزمه به بعض تلامذته ثم شهدوا عليه وقتل مسموما قتله القضاة بمدينة أثينا ثم ملك من بعده ابنه دارا بن أرشيش عشرين سنة وقيل ست عشرة وقال ابن العميد عن أبي الراهب انه دارا الرابع الذي أشار إليه دانيال كما مر وكان هذا الملك عظيما فيهم وتغلب على يونان وألزمهم الوظائف التي كانت عليهم لآبائه وملكهم يومئذ الإسكندر بن فيليش وكان عمره ست عشرة سنة فطمع فيه دارا وطلب الضريبة فمنع وأجاب بالاغلاظ وزحف إليه فقاتله وقتله واستولى الإسكندر على ملك فارس وما وراءه انتهى كلام ابن العميد (الطبقة الثالثة من الفرس وهم الأشكانية ملوك الطوائف وذكر دولهم ومصاير أمورهم إلى نهايتها) هذه الطبقة من ملوك الفرس يعرفون بالأشكانية وكافها أقرب إلى الغين من ولد اشكان بن دارا الأكبر وقد مر ذكره وكانوا من أعظم ملوك الطوائف عند افتراق أمر الفرس وذلك أن الإسكندر لما قتل دارا الأصغر استشار معلمه أرسطو في أمر الفرس فأشار عليه أن يفرق رياستهم في أهل البيوت منهم فتفترق كلمتهم ويخلص لك أمرهم فولى الإسكندر عظماء النواحي من الفرس والعرب والنبط والجرامقة كلا على عمله واستبد كل بناحية واستقام له ملك فارس والمشرق ولما مات الإسكندر قسم ملكه بين أربعة من أمرائه فكان ملك مقدونية وأنطاكية وما إليها من ممالك الروم لفيلبس من قواده وكانت الإسكندرية ومصر والمغرب لفيلادفس ولقبه بطليموس وكان الشأم وبيت المقدس وما إلى ذلك لدمطوس وكان السواد إلى الجبال والأهواز وفارس ليلاقش سيلقس ولقبه انطيخس وأقام السواد في ملكته أربعا وخمسين سنة قال الطبري وكان أشك بن دارا الاكتر خلفه أبوه بالري فنشأ بها فلما كبر وهلك الإسكندر جمع العساكر وسار يريد انطيخس والتقيا بالموصل فانهزم انطيخس وقتل وغلب أشك على السواد من الموصل إلى الري وأصبهان وعظمه سائر ملوك الطوائف لشرفه ونسبه وأهدوا إليه من غير أن يكون له عليهم إيالة في عزل ولا تولية بل انما كانوا يعظمونه ويبدؤون باسمه في المخاطبات وهم مع ذلك متعادون
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»