فاجتمعوا عليها وصالحهم أهلها على سبعة آلاف دينار لكل سنة ويؤدون مثلها للروم ولا منعة لهم على المسلمين ممن أرادهم من سواهم وعلى أن يكونوا عينا للمسلمين على عدوهم ويكون طريق الغز وللمسلمين عليهم وكانت هذه الغزاة سنة ثمان وعشرين وقيل تسع وعشرين وقيل ثلاث وثلاثين وماتت فيها أم حرام سقطت عن دابتها حين خرجت من البحر وكان النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها بذلك وأقام عبد الله بن قيس الجاسي على البحر فغزا خمسين غزاة لم ينكب فيها أحد إلى أن نزل في بعض أيام في ساحل المرقى من أرض الروم فثاروا إليه فقتلوه ونجا الملاح وكان استخلف سفيان بن عوف الأزدي على السفن فجاء إلى أهل المرقى وقاتلهم حق قتل وقتل معه جماعة * (ولاية ابن عامر على البصرة وفتوح فارس وخراسان) * وفي السنة الثالثة من خلافة عثمان خرج أبو موسى من البصرة غازيا إلى أهل آمد والأكراد لما كفروا وحمل ثقله على أربعين بغلا من القصر بعد أن كان حض على الجهاد مشيا فأنب الناس عليه ومضوا إلى عثمان فاستعفوه منه وتولى كبر ذلك غيلان بن خرشة فعزله عثمان وولى عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وهو ابن خال عثمان وكان ابن خمس وعشرين سنة وجمع له جند أبى موسى وجند عثمان ابن أبي العاصي من عمان والبحرين فصرف عبيد الله بن معمر عن خراسان وبعثه إلى فارس وولى على خراسان مكانه عمير بن عثمان بن سعد فأثخن فيها حتى بلغ فرغانة ولم يدع كورة الا أصلحها ثم ولى عليها سنة أربع أمير (3) بن أحمر اليشكري وعلى كرمان عبد الرحمن بن عبس واستعمل على سجستان في سنة أربع عمران بن الفضيل البرجمي وعلى كرمان عاصم بن عمرو فجاشت فارس وانتقضت بعبيد الله بن عمرو وجمعوا له فلقيهم بباب إصطخر فقتل عبيد الله وانهزم جنده وبلغ الخبر عبد الله بن عامر فاستنفر أهل البصرة وسار بالناس وعلى مقدمته عثمان بن أبي العاصي وفي المجنبتين أبو برزة الأسلمي ومعقل بن يسار وعلى الخيل عمران بن حصين ولقيهم بإصطخر فقتل منهم مقتلة عظيمة وانهزموا وفتح إصطخر عنوة وبعدها دارا بجرد وسار إلى مدينة جور وهي أردشير وكان هرم بن حيان محاصرا لها فلما جاء ابن عامر فتحها ثم عاد إلى إصطخر وقد نقضت فحاصرها طويلا ورماها بالمجانيق واقتحمها عنوة ففنى فيها أكثر أهل البيوتات والأساورة لأنهم كانوا لجأوا إليها ووطئ أهل فارس وطأة لم يزالوا منها في ذل وكتب إلى عثمان بالفتح فكتب إليه أن يستعمل على كور فارس هرم بن حيان اليشكري وهرم بن حيان العبسي والخريت بن راشد وأخاه المنجاب من بنى سامة والبرجمان الهجيمي وان يفرق كور خراسان بين ستة نفر الأحنف بن قيس على المرو وحبيب بن قرة اليربوعي على بلخ
(١٣١)