وخالد بن عبد الله بن زهير على هراة وأمير بن أحمر اليشكري على طوس وقيس بن هبيرة السلمي على نيسابور ثم جمع عثمان خراسان كلها لقيس واستعمل أمير بن أحمر اليشكري على سجستان ثم بعده عبد الرحمن بن سمرة من قرابة ابن عامر بن كرير فلم يزل عليها حتى مات عثمان وعمران على كرمان وعمير بن عثمان بن مسعود على فارس وابن كريز القشيري على مكران وخرج على قيس بن هبيرة بعد موت عثمان ابن عمه عبد الله بن حازم كما نذكره ولما افتتح ابن عامر فارس أشار عليه الناس بقصد خراسان وكانوا قد انتقضوا فسار إليها وقيل عاد إلى البصرة واستخلف على فارس شريك بن الأعور الحارثي فبنى مسجدها فلما دخل إلى البصرة أشار عليه الأحنف بن قيس وحبيب بن أوس بالمسير إلى خراسان فتجهزوا واستخلف على البصرة زياد بن أبيه وسار إلى كرمان وقد نكثوا فبعث لحربهم مجاشع بن مسعود السلمي ولحرب سجستان الربيع بن زياد الحارثي وسار هو إلى نيسابور وتقدمه الأحنف بن قيس إلى الطبسين حصنان هما بابا خراسان فصالحه أهلها وسار إلى قوهستان فقتل أهلها حتى أحجرهم في حصنهم ولحقه ابن عامر فصالحوه على ستمائة ألف درهم وقيل كان المتولي حرب قوهستان أمير بن أحمر اليشكري ثم بعث ابن عامر السرايا إلى أعمال نيسابور ففتح رستاق رام عنوة وباخرز وجيرفت عنوة وبعث الأسود بن كلثوم من عدى الرباب وكان ناسكا إلى بيهق من أعمالها فدخل البلد من ثلمة كانت في سورها وقاتل حتى قتل وظفر أخوه أدهم بالبلد وفتح ابن عامر بشت بالشين المعجمة من أعمال نيسابور ثم اسفراين ثم قصد نيسابور وبعد ما استولى على أعمالها فحاصرها أشهر أو كان بها أربع مرازبة مر فارس فسأل واحد منهم الأمان على أن يدخلهم ليلا وفتح لهم الباب وتحصن الأكبر منهم في حصنها حتى صالح على ألف ألف درهم وولى ابن عامر على نيسابور قيس بن الهيثم السلمي وبعث جيشا إلى نسا وأبيورد فصالحهم أهلها وآخر إلى سرخس فصالحوا مرزبانها على أمان مائة رجل لم يدخل فيها نفسه فقتله وافتتحها عنوة وجاء مرزبان طوس فصالحه على ستمائة ألف درهم وبعث جيشا إلى هراة مع عبد الله بن حازم فصالح مرزبانها على ألف ألف درهم ثم بعث مرزبان مرو فصالح على ألف ألف ومائتي ألف وأرسل إليه ابن عامر حاتم بن النعمان الباهلي ثم بعث الأحنف بن قيس إلى طخارستان فصالح في طريقه رستاقا على ثلثمائة ألف وعلى أن يدخل رجل يؤذن فيه ويقيم حتى تتصرف ومر إلى مرو الروذ وزحف إليه أهلها فهزمهم وحاصرهم وكان مرزبانها من أقارب باذام صاحب اليمن فكتب إلى الأحنف متوسلا بذلك في الصلح فصالحه على ستمائة ألف ثم اجتمع أهل الجوزجان والطالقان والفارياب في جمع عظيم
(١٣٢)