تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ١ - الصفحة ٥٢٤
ألله ربي ولست أدري * ما الجوهر الفرد والخلاء ولا الهيولى التي تنادي * ما لي عن صورة عراء ولا وجود ولا انعدام * ولا ثبوت ولا انتفاء والكسب لم أدر فيه إلا * ما جلب البيع والشراء وإنما مذهبي وديني * ما كان للناس أولياء إذ لا فصول ولا أصول * ولا جدال ولا رياء ما تبع الصدر واقتفينا * يا حبذا كان الاقتفاء كانوا كما يعلمون منهم * ولم يكن ذلك الهذاء يا أشعري الزمان إني * أشعرني الصيف والشتاء لم أجز بالشر غير شر * والخير عن مثله جزاء وإنني إن أكن مطيعا * فلست أعصى ولي رجاء وإنني تحت حكم بار * أطاعه العرش والثراء ليس انتصار بكم ولكن * أتاحه الحكم والقضاء لو حدث الأشعري عمن * له إلى رأيه انتماء لقال أخبرهم بأني * مما يقولونه براء الفصل السادس والعشرون في انكار ثمرة الكيميا واستحالة وجودها وما ينشأ من المفاسد عن انتحالها إعلم أن كثيرا من العاجزين عن معاشهم تحملهم المطامع على انتحال هذه الصنائع ويرون أنها أحد مذاهب المعاش ووجوهه وأن اقتناء المال منها أيسر وأسهل على مبتغيه فيرتكبون فيها من المتاعب والمشاق ومعاناة الصعاب وعسف الحكام وخسارة الأموال في النفقات زيادة على النيل من غرضه والعطب آخرا إذا ظهر على خيبة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا وإنما أطمعهم في ذلك رؤية أن المعادن تستحيل وينقلب بعضها إلى بعض للمادة المشتركة فيحاولون بالعلاج صيرورة الفضة ذهبا والنحاس والقصدير فضة ويحسبون أنها من ممكنات عالم الطبيعة ولهم في علاج ذلك طرق مختلفة لاختلاف مذاهبهم في التدبير وصورته
(٥٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 ... » »»