تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ١ - الصفحة ٣٢٢
يعني سنين اه‍. وفيه داود بن المحبى بن المحرم عن أبيه وهما ضعيفان جدا وخرج الطبراني في معجمه الأوسط عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار وعلي بن أبي طالب عن يساره والعباس عن يمينه إذ تلاحى العباس ورجل من الأنصار فأغلظ الأنصاري للعباس فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد العباس وبيد علي وقال سيخرج من صلب هذا حتى يملأ الأرض جورا وظلما وسيخرج من صلب هذا حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي فإنه يقبل من قبل المشرق وهو صاحب راية المهدي. انتهى. وفيه عبد الله بن عمر وعبد الله بن لهيعة وهما ضعيفان. اه‍. وخرج الطبراني في معجمه الأوسط عن طلحة بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ستكون فتنة لا يسكن منها جانب إلا تشاجر جانب حتى ينادي مناد من السماء إن أميركم فلان.
اه‍. وفيه المثنى بن الصباح وهو ضعيف جدا وليس في الحديث تصريح بذكر المهدي وإنما ذكروه في أبوابه وترجمته استئناسا فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي وخروجه آخر الزمان وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل والأقل منه وربما تمسك المنكرون لشأنه بما رواه محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح بن أبي عياش عن الحسن البصري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا مهدي إلا عيسى بن مريم وقال يحيى بن معين في محمد بن خالد إنه ثقة وقال البيهقي تفرد به محمد بن خالد وقال الحاكم فيه إنه رجل مجهول واختلف عليه في إسناده فمرة يروونه كما تقدم وينسب ذلك لمحمد بن إدريس الشافعي ومرة يروونه عن محمد بن خالد عن أبان عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم ومرسلا قال البيهقي فرجع إلى رواية محمد بن خالد وهو مجهول عن ابان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو منقطع وبالجملة فالحديث ضعيف مضطرب وقد قيل أن لا مهدي إلا عيسى أي لا يتكلم في المهد إلا عيسى يحاولون بهذا التأويل رد الاحتجاج به أو الجمع بينه وبين الأحاديث وهو مدفوع بحيث جريج ومثله من الخوارق. وأما المتصوفة فلم يكن المتقدمون منهم يخوضون في شئ من هذا وإنما كان كلامهم في المجاهدة
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»