بالاعمال وما يحصل عنها من نتائج المواجد والأحوال وكان كلام الامامية والرافضة من الشيعة في تفصيل علي رضي الله تعالى عنه والقول بإمامته وادعاء الوصية له بذلك من النبي صلى الله عليه وسلم والتبري من الشيخين كما ذكرناه في مذاهبهم ثم حدث فيهم بعد ذلك القول بالامام المعصوم وكثرت التآليف في مذاهبهم وجاء الإسماعيلية منهم يدعون ألوهية الامام بنوع من الحلول وآخرون يدعون رجعة من مات من الأئمة بنوع التناسخ وآخرون منتظرون مجئ من يقطع بموته منهم وآخرون منتظرون عود الامر في أهل البيت مستدلين على ذلك بما قدمناه من الأحاديث في المهدي وغيرها ثم حدث أيضا عند المتأخرين من الصوفية الكلام في الكشف وفيما وراء الحس وظهر من كثير منهم القول على الاطلاق بالحلول والوحدة فشاركوا فيها الامامية والرافضة لقولهم بألوهية الأئمة وحلول الاله فيهم وظهر منهم أيضا القول بالقطب والابدال وكأنه يحاكي مذهب الرافضة في الامام والنقباء وأشربوا أقوال الشيعة وتوغلوا في الديانة بمذاهبهم حتى جعلوا مستند طريقهم في لبس الخرقة أن عليا رضي الله عنه ألبسها الحسن البصري وأخذ عليه العهد بالتزام الطريقة واتصل ذلك عنهم بالجنيد من شيوخهم ولا يعلم هذا عن علي من وجه صحيح ولم تكن هذه الطريقة خاصة بعلي كرم الله وجهه بل الصحابة كلهم أسوة في طريق الهدى وفي تخصيص هذا بعلي دونهم رائحة من التشيع قوية يفهم منها ومن غيرها من القوم دخلهم في التشيع وانخراطهم في سلكه وظهر منهم أيضا القول بالقطب وامتلأت كتب الإسماعيلية من الرافضة وكتب المتأخرين من المتصوفة بمثل ذلك في الفاطمي المنتظر وكان بعضهم يمليه على بعض ويلقنه بعضهم عن بعض وكأنه مبني على أصول واهية من الفريقين وربما يستدل بعضهم بكلام المنجمين في القرانات وهو من نوع الكلام في الملاحم ويأتي الكلام عليها في الباب الذي يلي هذا وأكثر من تكلم من هؤلاء المتصوفة المتأخرين في شأن الفاطمي ابن العربي الحاتمي في كتاب عنقاء مغرب وابن قسي في كتاب خلع النعلين وعبد الحق بن سبعين وابن أبي واصل تلميذه في شرحه لكتاب خلع النعلين وأكثر كلماتهم في شأنه ألغاز وأمثال وربما يصرحون في الأقل أو يصرح مفسرو
(٣٢٣)