تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ١ - الصفحة ٣٢٠
معين ليس به بأس فقد تكلم فيه الثوري قالوا لأنه رآه يفتي في مسائل ويخطئ فيها وقال ابن حبان كان ممن فحش عطاؤه فلا يحتج فيه وقال أحمد بن حنبل سعيد ابن عبد الحميد يدعي أنه سمع عرض كتب مالك والناس ينكرون عليه ذلك وهو ههنا ببغداد لم يحتج فكيف سمعها وجعله الذهبي ممن لم يقدح فيه كلام من تكلم فيه وخرج الحاكم في مستدركه من رواية مجاهد عن ابن عباس موقوفا عليه قال مجاهد قال لي ابن عباس لو لم أسمع أنك مثل أهل البيت ما حدثتك بهذا الحديث قال فقال مجاهد فإنه في ستر لا أذكره لمن يكره قال فقال ابن عباس منا أهل البيت أربعة منا السفاح ومنا المنذر ومنا المهدي قال فقال مجاهد بين لي هؤلاء الأربعة فقال ابن عباس أما السفاح فربما قتل أنصاره وعفا عن عدوه وأما المنذر أراه قال فإنه يعطي المال الكثير ولا يتعاظم في نفسه ويمسك القليل من حقه وأما المنصور فإنه يعطى النصر على عدوه الشطر مما كان يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرهب منه عدوه على مسيرة شهرين والمنصور يرهب منه عدوه على مسيرة شهر وأما المهدي الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وتأمن البهائم السباع وتلقي الأرض أفلاذ كبدها قال قلت وما أفلاذ كبدها قال أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة وقال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وهو من رواية إسماعيل ابن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه وإسماعيل ضعيف وإبراهيم أبوه وإن خرج له مسلم فالأكثرون على تضعيفه. آه. وخرج ابن ماجة عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتتل عند كبركم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم ثم ذكر شيئا لا أحفظه قال فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي. آه.
ورجاله رجال الصحيحين إلا أن فيه أبا قلابة الجرمي وذكر الذهبي وغيره أنه مدلس وفيه سفيان الثوري وهو مشهور بالتدليس وكل واحد منهما عنعن ولم يصرح بالسماع فلا يقبل وفيه عبد الرزاق بن همام وكان مشهورا بالتشيع وعمي في آخر وقته فخلط قال بن عدي حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد ونسبوه إلى التشيع إنتهى. وخرج ابن ماجة عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي من طريق ابن
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»