فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٦٠
وكتب أيضا يستدعيه إلى حمامه * من الرأي عندي أن تواصل خلوة * لها كبد حرى وفيض عيون * * تراعى نجوما فيك من حر قلبها * وتبكي بدمع قارح وحزين * * غدا قلبها صبا إليك وأنت إن * تأخرت أضحى في حياض منون * وكتب ناصر الدين بن النقيب إلى النصير وقد حصل له رمد * يقولون لي عين النصير تألمت * ولازمه في جفنه ألحك والأكل * * فقلت أعين الرأس أم عين غيره * فللعلو شيء لا يداوى به السفل * * فقالوا بل العين التي تحت صلبه * فقلت لها التشييف عندي والكحل * * وميل بماء الريق يبتل سفله * فيدخل سهر غير صعب وينسل * * وأغسلها بالبيض واللبن الذي * على بتقطيري له يجب الغسل * * فإن شاء وافيت الأديب مداويا * ولم أشتغل عنه وإن كان لي شغل * فأجابه النصير رحمهما الله تعالى * أيا من له في الطب علم مباشر * وما كل ذي قول له القول والفعل * * أتيت بطب قد جوى البيع والشرا * تبين لي في ذلك الخرج والدخل * * وإن كان ذا سهلا بطبك إنه * بسقمي صعب ليس هذا به سهل * * فلا عدم المملوك منك مداويا * وما زال للمولى على عبده الفضل * وقال النصير دوبيت * في وجهك للجمال والحسن فنون * في طرفك للسحر فتور وفتون * * إني أسلو هواك يا من بانت * عيناه تقول للهوى كن فيكون * وقال * إن عجل النوروز قبل الوفا * عجل للعالم صفع القفا * * فقد كفى من دمعهم ما جرى * وما جرى من نيلهم ما كفى * وقال * إني لأكره في الأنام ثلاثة * ما إن لها في عدها من زائد * * قرب البخيل وجاهلا متعاقلا * لا يستحي وتوددا من حاسد *
(٥٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 ... » »»