فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٦١
* ومن الرزية والبلية أن ترى * هذي الثلاثة جمعت في واحد * وكتب النصير إلى السراج الوراق من أبيات * كنت مثل الغزال والله يكفي * صرت في وجهه إذا جيت كلبا * * ولعمري لا ذنب لي غير أني * تبت لله ظن ذلك ذنبا * * وهو لو جاءني وقد تبت حتى * يبتغي حاجة فلن أتأبى * فأجابه السراج الوراق من أبيات * وأتى الظبي مرسلا منك فاستغربت * لما دعوت نفسك كلبا * * ولكم جيت عاديا خلفه تلهث * عدوا للصيد بعدا وقربا * * غير أني نظرت عين صفي الددين * كادت أن تشرب الظبي شربا * * فاترك التوبة التي قد نراها * لك وزرا كما زعمت وذنبا * * واجتهد في رضاه عنك وقرب * كل نائي المدى تنل منه قربا * * فلكم رضت جامحا في تراضيه * وذللت بالسفارة صعبا * وكتب إلى السراج ملغزا في نون * ما اسم ثلاثي يرى واحدا * وقد يعد اثنين مكتوبة * * يظهر لي من بعضه كله * إذ كل حرف منه مقلوبه * * أضعف ثمانين إلى ستة * إن شئت لا يعددك محسوبه * * أطلبه في البحر وفي البر لا * فات حجا مولاي مطلوبه * فكتب إليه الوراق الجواب * يا سالب الألباب من سحره * بمعجز أعجز أسلوبه * * ألغزت في اسم وهو حرف وقد * يخفى علينا منك محجوبه * * وهو اسم أنثى مرضع طفلها * غير لبان الناس مشروبه * * مطرد منعكس شكله * سيان في العين ومقلوبه * وكتب النصير إلى الوراق * أتى فصل الخريف على جدا * بأمراض لواعجها شداد * * وأعذر عائذي إن لم يعدني * ورب مريض قوم لا يعاد * فأجابه الوراق * خلائقك الربيع فليس تخشى * خريفا في الجسوم له اعتياد *
(٥٦١)
مفاتيح البحث: الرضاع (1)، الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 ... » »»